أثيرت التساؤلات عن مخزون اليورانيوم الإيراني المفقود البالغ 400 كيلوجرام، إذ نقلت طهران تقريبًا كل اليورانيوم عالي التخصيب في البلاد إلى موقع سري قبل أن تشن الولايات المتحدة ضربات على قواعدها النووية.
وتُظهر صور الأقمار الصناعية صفًا من الشاحنات في موقع منشأة فوردو قبل الضربات الأمريكية، ويشير محللون إلى أن المواد نُقلت بشكل محموم، وفقًا لصحيفة "ذا تليجراف" البريطانية.
وفي حين تعرضت ثلاث منشآت لتخصيب اليورانيوم في طهران، بما في ذلك منشأتها تحت الأرض في فوردو، لقصف أمريكي في ساعة مبكرة من صباح الأحد، يعتقد المسؤولون أن معظم المواد في فوردو والمنشآت الإيرانية الأخرى قد نُقلت إلى أماكن أخرى قبل الضربات.
تهويل أمريكي
في أعقاب الضربة الأمريكية، ادعى دونالد ترامب أنه "قضى على طموحات إيران النووية في موجة الضربات، وقال إن "الولايات المتحدة انتزعت القنبلة من أيدي إيران، بإلحاق أضرار جسيمة بمنشآت فوردو ونطنز وأصفهان".
ومع ذلك، أُثيرت شكوك حول مزاعم ترامب بعد أن اعترف كبار المسؤولين الأمريكيين بجهلهم مصير مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة تقارب درجة صنع القنبلة.
وصرح رافائيل جروسي، رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوم الاثنين بأنه "من المتوقع وقوع أضرار جسيمة في فوردو"، لكنه أضاف أن "وكالته تسعى إلى الوصول إلى مصير مخزونات إيران من اليورانيوم عالي التخصيب".
تهريب اليورانيوم
صرح مسؤولان إسرائيليان مطلعان على المعلومات الاستخبارية لصحيفة "نيويورك تايمز" بأن "إيران نقلت معدات ويورانيوم خارج فوردو في الأيام الأخيرة".
كما كانت هناك أدلة تشير إلى أن إيران نقلت مخزونها البالغ 400 كيلوجرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، والذي كان مُخزنًا داخل أصفهان، إلى مكان سري.
وألمح جيه دي فانس، نائب الرئيس الأمريكي، إلى أن المواد نُقلت في اللحظة الأخيرة يوم الأحد. وصرح لشبكة "إيه بي سي نيوز": "سنعمل خلال الأسابيع المقبلة لضمان الاستفادة من هذا الوقود".
وقال جروسي إن مفتشي الأمم المتحدة شاهدوا الوقود آخر مرة قبل أسبوع من بدء إسرائيل هجماتها على إيران في 13 يونيو.
جهد مكثف
وفقًا لصور الأقمار الصناعية، بدا أن الشاحنات والجرافات والقوافل الأمنية تجوب منشأة فوردو قبل يومين من الضربات الأمريكية.
وأشار محللون في شركة "TS2 Space، وهي شركة دفاع بولندية، إلى أن ذلك كشف عن "جهد محموم لنقل أجهزة الطرد المركزي أو مواد الحماية".
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن المنشأة المتضررة بالفعل في أصفهان تعرضت لعشرات الصواريخ، لكنها كانت تحتوي على القليل من اليورانيوم المخصب أو لا تحتوي عليه على الإطلاق عند قصفها.
كيفية نقله
يُنقل اليورانيوم داخل أسطوانات فولاذية، مصممة خصيصًا لتحمل تغيرات كبيرة في الضغط ودرجة الحرارة، وفقًا للرابطة النووية العالمية. ثم تُوضع الأسطوانات داخل طبقة إضافية من الغلاف الواقي، تُسمى "الحزمة الخارجية"، ويمكن نقلها عبر السكك الحديدية والطرق البرية والبحرية.
تنتج إيران معظم موادها شبه الصالحة للاستخدام في صنع الأسلحة في فوردو. وحتى 17 مايو، جمعت إيران 408.6 كجم من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60%، وفقًا لتقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
قدرة نووية
نقل مخزونها إلى موقع سري يعني أن إيران قد تظل قادرة على امتلاك المواد اللازمة لتطوير سلاح نووي، وذلك اعتمادًا على قدرة طهران على إعادة بناء المعدات الحيوية، بما في ذلك أجهزة الطرد المركزي، وهو الأمر الذي قد يستغرق سنوات.
وقال علي شمخاني، مستشار المرشد الأعلى: "حتى مع افتراض التدمير الكامل للمواقع، فإن اللعبة لم تنتهِ، لأن المواد المخصبة والمعرفة المحلية والإرادة السياسية لا تزال قائمة".