الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

جلسة مجلس الأمن بشأن إيران.. دعوات تهدئة وخطط لتغليب الدبلوماسية وعودة المفاوضات

  • مشاركة :
post-title
اجتماع مجلس الأمن بشأن الهجوم الأمريكي على إيران

القاهرة الإخبارية - محمد أبوعوف

في محاولة حثيثة لاحتواء الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، خشية اندلاع حرب شاملة تقود المنطقة إلى دمار غير مسبوق، انتهت جلسة مجلس الأمن الدولي، عبر اجتماع طارئ دعت إليه البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة، عقب العدوان الأمريكي على منشآت فوردو ونطنز وأصفهان النووية.

تغليب الدبلوماسية وعودة المفاوضات

وفي كلمته الافتتاحية، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى تغليب الدبلوماسية في النزاع بين إيران وإسرائيل، مشيرًا إلى أن سكان الشرق الأوسط لن يتحمّلوا دائرة جديدة من العنف.

وأضاف جوتيريش في جلسة طارئة لمجلس الأمن بعد الضربة الأمريكية على إيران: "يجب أن نتحرك فورًا وبحزم لوقف القتال، والعودة إلى مفاوضات جادة ومستدامة بشأن البرنامج النووي الإيراني".

وتابع: "يجب أن تنتصر الدبلوماسية، فالسلم لا يُفرض بالقوة، ولا بدّ من حماية المدنيين وضمان سلامة الملاحة البحرية".

واختتم حديثه قائلاً: "نخاطر بالانزلاق إلى دوامة من الانتقام، ولا يمكن لشعوب المنطقة تحمل دوامة دمار أخرى، ونحن مستعدون لدعم كل جهود الحل السلمي".

الاحتفاظ بحق الرد

من جانبه، قال مندوب إيران في مجلس الأمن الدولي، سعيد إيرواني، إنَّ بلاده تحتفظ بحقها المشروع في الدفاع ضد العدوان الأمريكي.

وشدّد على أن إيران، كدولة مستقلة ومحبة للسلام، قد حذّرت مرارًا الإدارة الأمريكية من مغبّة سياساتها العدوانية، مشيرًا إلى أن هذا الهجوم غير المبرر يأتي استمرارًا لسلسلة من الاعتداءات التي بدأها الاحتلال الإسرائيلي ضد إيران وشعبها.

وتابع: "نُدين بأشد العبارات هذا العدوان السافر والمخطط له مسبقًا، والذي يُمثّل خرقًا صارخًا للقوانين الدولية وتعديًا واضحًا على سيادة إيران".

وأكد أن الولايات المتحدة لجأت مجددًا إلى استخدام القوة بشكل غير قانوني، تحت ذرائع زائفة وسيناريوهات هزلية لا أساس لها من الصحة، واصفًا ذلك بأنه تناقض مأساوي صارخ.

وأشار إلى أن جميع الاتهامات الأمريكية ضد إيران باطلة وبلا أي سند قانوني، ودوافعها سياسية محضة، مذكّرًا بجريمة اغتيال الفريق قاسم سليماني بأمر مباشر من الرئيس الأمريكي السابق.

انهيار النظام الأمني

وخلال كلمته في مجلس الأمن، حذّر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، من أن نظام عدم الانتشار النووي على المحك.

واعتبر جروسي أن "قصف الليلة الماضية لإيران يزيد من خطورة الوضع، ويهدد بانهيار النظام الأمني الذي استمر لأكثر من نصف قرن".

وقال: "لدينا نافذة ضيقة للعودة إلى الحوار، وإذا أُغلقت، فإن العنف قد يصل إلى مستويات لا يمكن تصورها، وقد ينهار نظام عدم الانتشار النووي كما نعرفه".

تصرّف استفزازي

وفي سياق متصل، أدان مندوب روسيا في مجلس الأمن الدولي فاسيلي نيبنزيا، بأقوى العبارات التصرف غير المسؤول والاستفزازي من جانب الولايات المتحدة ضد إيران.

وأضاف: "الضربات الأمريكية والإسرائيلية ضد إيران تمثل ازدراءً كاملاً للمجتمع الدولي"، مؤكدًا: "واشنطن لا تبالي بالتداعيات الإشعاعية الخطيرة التي قد تترتب على هجماتها بإيران".

وتابع: "الولايات المتحدة تبدي استعدادًا للحوار في محاولة للادعاء بأن إيران هي التي ترفض المفاوضات".

وقال: "بعض أعضاء مجلس الأمن لا يتحلون بالشجاعة لإدانة الهجمات الأمريكية على إيران... من الواضح أن أمريكا غير مهتمة بالدبلوماسية".

وشدّد على أن إسرائيل لم تنضم بعد إلى معاهدة عدم الانتشار النووي، في حين أن إيران هي أكبر بلد يخضع لتفتيشات الوكالة، وطالب بوقف الأعمال العدائية من جانب إسرائيل والولايات المتحدة فورًا.

الحماية الأمريكية لإسرائيل

أما القائمة بأعمال الممثل الأمريكي الدائم لدى الأمم المتحدة دوروثي شيا، فقالت إن واشنطن تحركت لحماية حليفتها إسرائيل ضد تهديدات إيران، وأن "لا ينبغي لطهران أن تصعد الوضع".

وزعمت خلال الجلسة أن "إيران أخفت برنامجها للأسلحة النووية لفترة طويلة، وعرقلت جهودنا الصادقة في المفاوضات الأخيرة".

وتابعت: "يجب على مجلس الأمن أن يدعو إيران لإنهاء سعيها للحصول على أسلحة نووية".

انتهاك ميثاق الأمم المتحدة

من جانبه، أدان مندوب الصين بشدة الهجمات الأمريكية على إيران، مؤكّدًا: "الهجمات الأمريكية على إيران فاقمت مشكلات الشرق الأوسط وهي انتهاك لميثاق الأمم المتحدة وللقانون الدولي".

وأضاف: "لا يمكن تحقيق السلام في الشرق الأوسط من خلال القوة".

وقال: "ندعو أعضاء المجلس للموافقة على مشروع القرار الذي يدعو لوقف إطلاق النار بشكل فوري والانخراط في الحوار".