الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بين التغريدات والتهديدات.. ترامب يمهد لدخول أمريكا حرب إيران

  • مشاركة :
post-title
ترامب يمهد لمواجهة مع إيران

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

في لحظة تصم فيها الآذان وقع طبول الحرب في الشرق الأوسط بين إيران وإسرائيل، يعود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من قمة السبع العالمية ليُمسك بقلمه الرقمي على منصة "تروث سوشيال"، كمن يُعلن موقفًا لا رجعة فيه، واختار أن يُرسل رسائل غير مشفّرة للعالم، تنذر بأن شيئًا كبيرًا يُحضّر خلف الكواليس.

ترامب يلوّح بالقوة

أعاد ترامب إشعال فتيل التوتر مع إيران عندما كتب على حسابه الرسمي في منصة "تروث سوشيال" أن الولايات المتحدة "تعلم مكان اختباء" المرشد الإيراني علي خامنئي، واصفًا إياه بأنه "هدف سهل"، مضيفًا في لهجة تهديد واضحة: "لن نقتله على الأقل في الوقت الحالي".

وفي منشور آخر، صرّح ترامب بأن الولايات المتحدة تمتلك "سيطرة كاملة وشاملة على سماء إيران"، في ما بدا وكأنه إعلان ضمني عن التنسيق العسكري مع إسرائيل، خاصة بعد التقارير التي تحدثت عن ضمان الأخيرة لممرات جوية آمنة فوق طهران.

البيت الأبيض يدعم الموقف

أصدر البيت الأبيض بيانًا رسميًا ظهر اليوم، أكّد فيه أن ترامب ثابت في موقفه الرافض لامتلاك إيران للأسلحة النووية، وأوضح البيان: "هذا وعدٌ قطعه مرارًا وتكرارًا، سواء خلال فترة رئاسته أو حملاته الانتخابية"، كما نُشرت سلسلة من الاقتباسات المنسوبة إليه، أبرزها: "إذا امتلكت إيران أسلحة نووية، فإن إسرائيل لا تمتلكها، وهذا هو الخطر الأكبر على العالم اليوم".

وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، فإن صياغة البيان وتوقيته قد يُفسّران على أنهما تمهيد لانضمام أمريكي محتمل للحملة الإسرائيلية على إيران، في ظل احتدام الحرب الجارية بين الطرفين.

وقال نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس اليوم، إن دونالد ترامب قد يرى حاجة إلى اتخاذ "إجراء إضافي" ضد البرنامج النووي الإيراني، وذلك في ظل التكهّنات بشأن احتمال تدخّل واشنطن في المواجهة بين حليفتها إسرائيل وطهران.

وكتب "فانس" على منصة "إكس" إنّ "الرئيس أظهر انضباطًا ملحوظًا في إبقاء تركيز جيشنا منصبًا على حماية قواتنا وحماية مواطنينا"، لكنه "قد يقرّر اتخاذ إجراء إضافي لإنهاء التخصيب الإيراني".

غرفة عمليات البيت الأبيض تتحرّك

كشفت شبكة "أكسيوس" الأمريكية أن ترامب سيعقد اجتماعًا رفيعًا مع فريقه للأمن القومي في غرفة العمليات بالبيت الأبيض لبحث التطورات في الحرب الإسرائيلية-الإيرانية، ويأتي الاجتماع بعد عودته من قمة مجموعة السبع، حيث أعلن صراحة للصحفيين: "لا أريد وقف إطلاق نار، بل أريد نهاية حقيقية للبرنامج النووي الإيراني واستسلامًا كاملاً لطهران".

هذا التوجه التصعيدي يُظهر تحوّلاً كبيرًا في الأولويات الأمريكية من التهدئة إلى الحسم، وسط ضغط متزايد من إسرائيل لتوسيع نطاق المواجهة العسكرية ضد طهران.

رسائل من السفير هاكابي

في مشهد يُذكّر بلحظات الحروب الكبرى، أصدر السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، بيانًا استثنائيًا وجّهه مباشرة إلى ترامب، وجاء فيه: "سيدي الرئيس، لقد نجاك الله في بتلر، بنسلفانيا، لتكون الرئيس الأكثر نفوذًا في المئة عام الماضية، وربما في أي وقت مضى"، وأضاف: "لم يختر أحدٌ هذه اللحظة، بل هذه اللحظة اختارتك".

واختتم "هاكابي" رسالته بالتذكير بترومان (الرئيس الأمريكي الذي أمر باستخدام السلاح النووي عام 1945) قائلًا: "لم يسبق أن شغل منصبك شخص مثل ترومان، الآن جاء دورك".

صحيفة "يديعوت أحرونوت" اعتبرت هذا الخطاب بمثابة تمهيد نفسي وسياسي لاحتمال اتخاذ قرارات عسكرية جسيمة، لا سيما أن "هاكابي" تحدث عن إبقاء العلم الأمريكي مرفوعًا فوق السفارة في تل أبيب، في إشارة إلى عمق التحالف الاستراتيجي بين واشنطن وتل أبيب.

هل يطلق ترامب شرارة حرب كبرى؟

في ظل كل ما سبق، تبقى الأنظار شاخصة نحو إيران، التي تقف في مواجهة تصعيد غير مسبوق، بين تغريدات ترامب، وبيانات البيت الأبيض، واجتماعات غرفة العمليات، وبين ما تُحضّره إسرائيل في الخفاء وتلوّح به في العلن، يبدو أن الشرق الأوسط مقبل على مرحلة مفصلية، قد تكون نقطة تحوّل في الصراع النووي المستمر منذ عقود.

ترى "يديعوت أحرونوت" أن الرسائل الصادرة عن واشنطن ليست مجرد رد فعل على تطورات الحرب، بل جزء من خطة ضغط مركّبة تهدف إلى تحييد القدرات النووية الإيرانية، إما دبلوماسيًا.. أو بالقوة.