الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مهووس بـ"أحلام البطولة الزائفة".. أسباب حرب نتنياهو على إيران

  • مشاركة :
post-title
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

كشفت صحيفة "تايمز" البريطانية عن بُعد آخر للحرب على إيران، ، إذ نقلت عن محللين قولهم، "إن رئيس الوزراء الإسرائيلي يخشى على إرثه، ويريد بشدة ألا يتذكره الناس باعتباره الزعيم الذي فشل في وقف عمليات القتل التي وقعت في السابع من أكتوبر".

قبل أيام قليلة، أعلن بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، أنه يفكر في قضاء عطلة، لكنه بدلاً من ذلك، كان يخطط سرًا لأضخم مغامرة في مسيرته المهنية، محاولاً جاهدًا التستر على عملية ضرب المنشآت النووية، في عملية "الأسد الصاعد"، محاولاً استغلال سلسلة من الانتصارات ضد حماس في غزة وحزب الله في لبنان.

قال أتيلا سومفالفي، المحلل السياسي الإسرائيلي: "مع تدمير حماس تقريبًا وانهيار حزب الله، كان من المنطقي أن تكون الخطوة العسكرية التالية إيران، وكسر الحصن الإيراني".

صورة مهتزة

وبعد أكثر من 17 عامًا قضاها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على رأس الحكومة على مدار ثلاث ولايات، ليكون الأطول خدمة بعد أن تولى زمام الأمور عام 1996، يواجه أخيرًا مخاطر انهيارات الائتلافات، واتهامات الفساد، والاحتجاجات الجماهيرية، وأزمة المحتجزين، ما دفعه لاختيار الحرب على إيران لمعرفته بأن الحملة الأخيرة قد تكسبه وزنًا شعبيًا.

وأشارت الصحيفة البريطانية، في تحليلها، إلى أن نظرية نتنياهو، الذي يصنف نفسه كحارسٍ لأمن إسرائيل، دُمّرت بسبب هجوم حماس على إسرائيل في أكتوبر 2023، وهو الهجوم الأكبر من حماس في تاريخ إسرائيل. تُظهر استطلاعات الرأي أن معظم الإسرائيليين يُحمّلون رئيس الوزراء مسؤولية الثغرات الأمنية.

ومع توجيه المحكمة الجنائية الدولية لاحقًا اتهامات بارتكاب جرائم حرب محتملة تتعلق بحرب إسرائيل الوحشية على غزة التي استمرت عشرين شهرًا، والتي حوّلت جزءًا كبيرًا من الأراضي الفلسطينية إلى أنقاض، تُظهر استطلاعات رأي أخرى أن معظم الإسرائيليين يعتقدون أن نتنياهو يُطيل أمد الصراع في غزة للبقاء في السلطة وتجنّب انتخابات من المرجح أن يخسرها.

نتنياهو والتاريخ الإسرائيلي

وفقًا لشخصيات مقربة من بنيامين نتنياهو، أصبح إرثه موضوعًا يشغله أخيرًا بعد كل هذه المدة في السلطة، ومع استمرار تحقيقات المحاكم في فساده المزعوم، وعودة أغلبية ائتلافه الهزيلة إلى الضعف، ربما يكون الرجل البالغ من العمر 75 عامًا قد استنتج أن الوقت ينفد أمامه لإعادة تحديد مكانته في التاريخ الإسرائيلي.

يجب إجراء الانتخابات المقبلة في موعد أقصاه 27 أكتوبر من العام المقبل، ووفقًا للكاتب "مازال معلم"، كاتب سيرة نتنياهو والمعلق السياسي، فإن الأخير "يريد أن يبدأ عامه الانتخابي بميزة واضحة، فبدلًا من أن يُلام على أحداث 7 أكتوبر، يريد أن يُخلّد اسمه في تاريخ إسرائيل كرجل الدولة الذي هزم البرنامج النووي الإيراني".

دأب رئيس الوزراء الإسرائيلي على التحذير من التهديد الإيراني لسنوات، مُصوِّرًا النظام في طهران على أنه الخطر الأكبر، ليس فقط على أمن إسرائيل، بل على بقية ديمقراطيات العالم، ولطالما شبّه هوسه بإيران بمعارضة ونستون تشرشل الراسخة للنازية.

تشرشل في مكتبه

وقالت الصحيفة إن نتنياهو وضع صورًا للزعيم البريطاني في زمن الحرب في مكتبه، دليلًا على صورته كحصن منيع ضد الاستبداد، وغالبًا ما رفض النقاد خطابه بشأن إيران واعتبروه مجازفةً مثيرةً للذعر. وقبل بضعة أشهر فقط، أدلت تولسي جابارد، مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية، بشهادتها أمام لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ قائلةً إنه "لا توجد دلائل موثوقة على وجود برنامج أسلحة نشط تسعى إيران إلى تطويره".

وأبرزت الصحيفة البريطانية شغف نتنياهو بتخليد اسمه في التاريخ الإسرائيلي، والذي استقاه من مقتل شقيقه الأكبر، يوني، قائد وحدة النخبة في القوات الخاصة الإسرائيلية عام 1976، لإنقاذ رهائن، فأصبح بطلاً قوميًا ورمزًا للشجاعة الإسرائيلية.