الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

800 متر تحت الأرض.. كواليس العرض الأمريكي لقصف "فوردو" النووية الإيرانية

  • مشاركة :
post-title
صور أقمار صناعية تظهر تضرر منشأة نطنز النووية في إيران

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

كشفت وسائل إعلام عبرية عن معلومات مثيرة تفيد بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اقترح على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال مكالمة هاتفية جرت قبل أسابيع، أن تتولى الولايات المتحدة تنفيذ ضربة جوية ضد منشأة "فوردو" النووية الإيرانية، إحدى أكثر المنشآت تحصينًا في إيران.

وبحسب ما أورده موقع "واللا" العبري، نقلاً عن مصادر إسرائيلية مطلعة، فإن ترامب قدّم هذا العرض في ظل تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران، وفي وقت تنأى فيه واشنطن عن الانخراط المباشر في الهجمات الإسرائيلية على الأراضي الإيرانية، رغم اعتراضها على أي رد إيراني يستهدف المصالح الأمريكية.

وأشار التقرير إلى أن منشأة "فوردو"، الواقعة في عمق أحد جبال محافظة قُم وسط إيران، تشكل تحديًا عسكريًا كبيرًا، حيث تتطلب عملية استهدافها إما ذخائر خارقة للتحصينات أو دعمًا أمريكيًا كبيرًا. وأوضح أن فشل إسرائيل في تدمير هذه المنشأة سيعني احتفاظ إيران ببنية تحتية نووية حيوية تمكّنها من مواصلة برنامجها النووي.

وفي الوقت نفسه، نفى البيت الأبيض، وفقًا لما نقله موقع "أكسيوس" الأمريكي، صحة هذه الادعاءات، مؤكداً أن المبادرة جاءت من الجانب الإسرائيلي. وأضاف التقرير أن إسرائيل هي التي طلبت من إدارة ترامب، خلال الليلتين الماضيتين، الانضمام إلى عملياتها العسكرية الرامية إلى القضاء على البرنامج النووي الإيراني.

ووفقًا لمسؤولين إسرائيليين تحدثوا لـ"أكسيوس"، فإن الولايات المتحدة تمتلك القدرة الجوية والذخائر اللازمة لتدمير منشآت محصنة بعمق، مثل "فوردو"، التي تقع على عمق يُقدّر بـ800 متر تحت الأرض، داخل قاعدة للحرس الثوري الإيراني.

وأشار التقرير إلى أن مسؤولين إسرائيليين ناقشوا مع نظرائهم الأمريكيين إمكانية مشاركة واشنطن في تدمير "فوردو" منذ بداية العملية العسكرية الأخيرة، باعتبار أن الموقع يمثل مركزًا حاسمًا في برنامج التخصيب النووي الإيراني.

وفي سياق متصل، أعلنت هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، أمس السبت، أن منشأة "فوردو" تعرضت لأضرار محدودة نتيجة للهجمات الإسرائيلية التي وقعت يوم الجمعة، وفقًا لوكالة "مهر" الإيرانية.

ونقلت وكالة "إيسنا" عن المتحدث باسم الهيئة، بهروز كمالوندي، قوله إن "الأضرار لم تمس البنية التحتية الرئيسية للمنشأة"، مشيرًا إلى أن "جزءًا كبيرًا من المعدات والمواد قد تم نقله مسبقًا، وأنه لا توجد مخاوف من حدوث تلوث إشعاعي".

من جهته، صرّح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل جروسي، لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، بأن إيران قد تلجأ إلى نقل الوقود النووي إلى منشأة "فوردو"، التي تقع تحت جبل وتُعتبر محصنة ضد أغلب أنواع الذخائر التقليدية.

أما جيمس م. أكتون، المدير المشارك لبرنامج السياسات النووية في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، فقد نقلت عنه شبكة "CNN" الأمريكية قوله إن استمرار عمل منشأة "فوردو" قد يُبقي قدرة إيران النووية دون تعطيل حقيقي، موضحًا أن "إسرائيل قد تتمكن من تدمير مدخل المنشأة، إلا أن تدمير بنيتها العميقة سيظل مهمة شديدة الصعوبة".

يُذكر أن إسرائيل، منذ فجر أمس الأول الجمعة، شنّت عمليات عسكرية استهدفت ثلاث منشآت نووية إيرانية رئيسية، وهي نطنز، وأصفهان، وفوردو، إضافة إلى استهداف عدد من كبار العلماء الإيرانيين العاملين في برامج البحث والتطوير النووي.