تحولت مدن مثل باريس، بودابست، براج، وبانكوك من وجهات للراحة أو العمل إلى محطات عبور قسرية لعشرات الآلاف من الإسرائيليين العالقين الذين تقطعت بهم السبل بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران.
ومع إغلاق مطار بن جوريون الإسرائيلي، وتوقّف الرحلات، باتت العودة إلى إسرائيل مغامرة تتطلب حيلة ومالًا، وكثيرًا من الانتظار، وبين قصص المسافرين هناك مَن استسلم لليالي الفنادق، وأيضًا مَن سلك طرقًا غير مألوفة برًا وبحرًا وجوًا، في محاولة للعودة بأي ثمن من منفى إجباري.
حصار جوي
منذ فجر أمس الجمعة، حين أطلقت إسرائيل أولى ضرباتها الجوية على إيران، أُغلق المجال الجوي الإسرائيلي، وتوقّف مطار بن جوريون عن استقبال أو مغادرة الرحلات، ليجد آلاف الإسرائيليين أنفسهم عالقين خارج البلاد، بعضهم في آسيا، وآخرون في أوروبا، وسط اضطراب شامل في حركة الطيران.
وتوقعت مصادر أمنية، بحسب "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن يبقى مطار بن جوريون مغلقًا لثلاثة أو أربعة أيام على الأقل، مع تمديد إضافي محتمل وفقًا للتطورات الميدانية والأمنية، فيما مددت شركات طيران أجنبية إلغاء رحلاتها إلى تل أبيب، بل وإلى عمّان أيضًا، بسبب التوتر الإقليمي المتصاعد.
رحلات عودة صعبة
من بين القصص اللافتة، ما رواه زوجان إسرائيليان قطعا آلاف الكيلومترات بوسائل بديلة، حيث غادرا لوس أنجلوس نحو باريس، ثم إلى لارنكا في قبرص، ومنها إلى العقبة الأردنية، لينتقلا بحرًا ثم يكملان الرحلة برًّا الدخول إلى إسرائيل عبر المعابر البرية.
هذا المسار المعقّد قد يصبح الخيار الوحيد مع توقعات بضغط هائل على الرحلات فور إعادة فتح المجال الجوي، خاصة عبر بوابات مثل أثينا وقبرص، التي تُعد محطات مركزية للعودة.
أحد العالقين في تايلاند، يروي لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية كيف كان على بُعد 40 دقيقة فقط من الهبوط في إسرائيل على متن رحلة "إل عال" عندما بدأ القصف الإيراني، ما أجبر الطائرة على التراجع، والتزود بالوقود في مومباي، ثم العودة إلى بانكوك.
فواتير المنفى تتراكم
براشا وزوجها، عالقان في بودابست، كان من المفترض أن يعودا على متن رحلة "العال"، لكن الرحلة ألغيت، تلقّيا عرضين هما استرداد المبلغ أو قسيمة ائتمان، دون توضيح مَن سيتحمل تكاليف الإقامة.
وتقول براشا: "نحن الآن ندفع ثمن الليالي من جيوبنا، نبحث مجددًا عن فندق أو شقة بعد اضطرارنا لإخلاء الفندق الممتلئ".
وفي براج، تعيش ميري وزوجها الوضع نفسه بعد إلغاء رحلتهما مع شركة "فلاي ليلي"، فتقول: "كل يوم تصلنا رسالة جديدة تُلغي الرحلة المقررة في اليوم التالي، لا نعرف إلى متى سنبقى هنا، ونواصل دفع نفقات الفندق لليلة بعد أخرى".