أفادت تقارير من دوائر عسكرية صينية، بأن الجيش بدأ في اختبار منصة قتالية جديدة تعتمد على الدفع الهجين. التقرير الصادر عن موقع Defense Blog، يشير إلى أن الدبابة الجديدة تدمج بين محركات ديزل وأخرى كهربائية، في محاولة لتعزيز الأداء في البيئات المرتفعة وتوفير الطاقة لتقنيات متقدمة مثل الحرب الإلكترونية والدفاعات الليزرية.
ورغم غياب تأكيد رسمي من بكين، يرى محللون لموقع "Defense Blog" أن هذه الخطوة تواكب الاتجاهات العالمية نحو الكفاءة الطاقية في الأنظمة العسكرية، وتعكس إصرار الصين على تحديث قواتها المسلحة، بما يتناسب مع تحديات القرن الحادي والعشرين.
تقنية هجينة لأغراض استراتيجية
تعد فكرة الدفع الهجين في المركبات العسكرية غير جديدة، لكن تبنيها في دبابة قتال رئيسية من قبل الصين يُشكل قفزة نوعية. النظام الهجين، الذي يجمع بين محرك ديزل ومحركات كهربائية مدعومة ببطاريات يوفر ميزات متعددة منها تقليل استهلاك الوقود، وتخفيض البصمة الصوتية لتحقيق عمليات أكثر خفاءً، فضلًا عن تزويد الأنظمة الإلكترونية المعقدة بالطاقة اللازمة.
وبحسب التقرير، فإن التصميم الجديد يركز على أداء الدبابة في المرتفعات الشاهقة، إذ يؤثر انخفاض الأوكسجين سلبًا على كفاءة محركات الاحتراق الداخلي، الأمر الذي يشير بوضوح إلى أولويات استراتيجية صينية في مناطق، مثل هضبة التبت والحدود المتوترة مع الهند في جبال الهيمالايا.
تعزيز الحضور العسكري في الهيمالايا
تشهد منطقة الهيمالايا تصعيدًا عسكريًا متكررًا بين الصين والهند، خاصة منذ الاشتباكات الدامية في لاداخ عام 2020. ونشرت الصين سابقًا دبابات "تايب 15" الخفيفة المصممة خصيصًا للعمليات في المرتفعات، لكن إدخال دبابة هجينة أقرب إلى الطراز الثقيل قد يعزز قدرة الصين على تنفيذ عمليات أكثر تعقيدًا في هذه التضاريس الصعبة.
المؤشرات الأولية، بحسب Defense Blog، تُرجح أن المنصة الهجينة قد تكون نسخة مُعدلة من دبابة "تايب 99A"، التي تعد أكثر دبابات الصين تقدمًا، وتتميز بمحرك ديزل بقوة 1500 حصان ومدفع أملس عيار 120 ملم وأنظمة تحكم ناري متطورة.
منافسة عالمية
لا تقتصر جهود تطوير الدفع الهجين على الصين وحدها، إذ سبقتها الولايات المتحدة وألمانيا ودول أخرى في اختبار مفاهيم مشابهة. ففي عام 2020، كشفت شركة FFG الألمانية عن مركبة هجينة تجريبية باسم "Genesis"، كما أجرت واشنطن اختبارات على أنظمة هجينة في مركبات مثل "M2 برادلي" ضمن برنامج "eGen Force"، لكن ما يميز التجربة الصينية تركيزها الواضح على تضاريس بعينها، إضافة إلى قدرتها على توظيف خبراتها المدنية في صناعة السيارات الكهربائية، إذ تهيمن شركات مثل BYD على السوق العالمية لتطوير تقنيات عسكرية.