حالة من الحزن الشديد خيمت على الوسط الفني والثقافي في مصر والعالم العربي، بعد الإعلان عن وفاة الفنانة الكبيرة سميحة أيوب، صباح اليوم الثلاثاء، عن عمر ناهز 93 عامًا، ليُغيّب رحيلها إحدى أعظم نجمات المسرح والدراما في تاريخ الفن العربي.
الفنانة التي يتم تشييع جثمانها، مساء اليوم الثلاثاء بمسجد الشرطة في منطقة الشيخ زايد بالجيزة، تُمثل مدرسة فنية قائمة بذاتها، وملهمة لأجيال كاملة من المبدعين. ومع نبأ وفاتها، انهالت كلمات النعي من المؤسسات الرسمية والمهرجانات الكبرى ونجوم الفن، تعبيرًا عن الفقد والامتنان، في مشهد يُلخص حجم مكانتها في القلوب.
وداع يليق بسيدة المسرح
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي نعى الراحلة بكلمات مؤثرة، إذ وصفها بأنها "رمز للالتزام الفني والعمق الإنساني"، مشيرًا إلى أن ما تركته من تراث سيظل حيًّا في وجدان كل من تربى على أعمالها.
وأكد رئيس المهرجان الفنان حسين فهمي، في بيان إعلامي، أن رحيلها ترك فراغًا كبيرًا، مضيفًا: "فقدنا رفيقة مشوار، وأمًّا روحية لكثير من الفنانين، كانت إنسانة وفنانة نادرة، ستظل بيننا بما قدمته للفن من أدوار خالدة وتجارب ملهمة".
الحداد شمل أيضًا أروقة الثقافة الرسمية، حيث نعى وزير الثقافة المصري الدكتور أحمد فؤاد هنو الراحلة، إذ أشاد بعطائها الفريد، مضيفًا في بيان له: "أعطت للفن حياتها، ووهبت جمهورها مشوارًا استثنائيًا من الإبداع، وستظل أعمالها منارات للأجيال المقبلة".
من جهتها، أصدرت الهيئة الوطنية للإعلام في مصر بيانًا أعربت فيه عن بالغ الحزن، مؤكدة أن ما قدمته سميحة أيوب رسخ لقيم ومبادئ مجتمعية نبيلة وأسهم في تنوير العقول.
أما البيت الفني للمسرح، فأصدر بيانًا وقّعه رئيسه هشام عطوة، قال فيه: "فقدنا قامة فنية وإنسانية، أثرت الحياة المسرحية والدرامية لعقود، وكانت نموذجًا للفن الراقي والإخلاص المطلق".
الفنانون يودعون سميحة أيوب
فيما يشبه دفتر عزاء جماعي، حرص عدد من الفنانين على نعيها عبر حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي بكلمات تعبر عن الفقد والتأثر، وكتب المخرج المصري خالد جلال: "اليوم تُنكّس رايات الإبداع ألمًا ووفاء. كانت سيدة المسرح العربي، وقامة فنية شامخة، أحبت الفن وعاشت له حتى آخر لحظة".
وكتب النجم المصري محمد صبحي عبر صفحته الرسمية: "إنا لله وإنا إليه راجعون.. فقدت مصر والعالم أجمع الأستاذة والفنانة والإنسانة الرائعة، سميحة أيوب، تاريخها المشرف مسيرة فنية رائعة".
وأضاف: "حبيبتي وصديقتي وأستاذتي وفنانتي المفضلة، اعتصر قلبي بمعرفة نبأ رحيلك.. عيني وقلبي يدمعان.. برحيلك حساب بنك الفن يفرغ، ولكنك تركتِ حساب مدخراتك من فنك كنزًا لا يفنى.. دعواتنا لكِ بالرحمة، وأن يغفر لكِ الله ويدخلكِ فسيح جناته، وللأسرة الصبر والسلوان".
أما المخرج المصري أشرف فايق، فكتب بحزن شديد: "رحلت الأم والصديقة والفنانة القديرة.. تعلمتُ منها الكثير، بوفاتها يفرغ بنك الفن، ولكنها تركت مدخراتها من الإبداع كنزًا لا يفنى".
وُلدت سميحة أيوب في حي شبرا بالقاهرة عام 1932، وبدأت مشوارها الفني في خمسينيات القرن الماضي، لتصبح لاحقًا إحدى أعمدة المسرح المصري، وقدمت خلال حياتها مئات الأعمال في المسرح، والسينما، والتلفزيون، والإذاعة.