انضمت السنغال إلى قائمة الدول الرافضة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وذلك بعدما أجبر طلاب جامعة في داكار السفير الإسرائيلي على مغادرة الحرم الجامعي دون إلقاء كلمته.
كان يوفال واكس، السفير الإسرائيلي لدى السنغال، تلقى دعوة للتحدث في مؤتمر حول ممارسات العلاقات الدولية في جامعة الشيخ أنتا ديوب (UCAD)، وهي أكبر وأبرز مؤسسة للتعليم العالي في البلاد، إلا أن طلاب الجامعة رفضوا وجوده مرددين شعارات مؤيدة لفلسطين، بحسب لقطات مصورة متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفور وصوله، تجمع العشرات من الطلاب خارج القاعة، وهم يهتفون "فلسطين حرة"، و"غزة حرة"، و"إسرائيل مجرمة حرب"، بحسب صحيفة "تايمز أوف إنديا".
وأظهرت مقاطع فيديو تم تداولها عبر الإنترنت طلابًا يلوحون بالأعلام الفلسطينية ويطلقون صيحات الاستهجان ضد السفير المعين حديثًا، ويمنعونه من إلقاء كلمته.
ورافق الأمن "واكس" إلى خارج الحرم الجامعي، وغادره دون أن يخاطب الحضور، بينما واصل المتظاهرون ملاحقته، وهم يهتفون بالشعارات ويلوحون بالأعلام أثناء مغادرته.
وقدّم "واكس"، الذي يشغل أيضًا منصب السفير غير المقيم لإسرائيل في جامبيا وغينيا وغينيا بيساو والرأس الأخضر وتشاد، أوراق اعتماده إلى الرئيس السنغالي باسيرو ديوماي فايي في الثامن من مايو الماضي.
غضب عالمي ضد نتنياهو
انتقل الغضب الإسرائيلي حيال سياسات حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، من داخل دولة الاحتلال، إلى العديد من المدن الأوروبية الكبرى، حيث ينظم المغتربون الإسرائيليون احتجاجات مُنسقة في وقت واحد، في 13 مدينة في جميع أنحاء أوروبا، داعين للمطالبة بوقف الحرب على غزة وإعادة المحتجزين، وفرض حظر كامل على إمدادات الأسلحة لإسرائيل، وتعليق الاتفاقيات التجارية بين إسرائيل وأوروبا على الفور، حتى يسمح الاحتلال بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وفق ما أوردته صحيفة "هآرتس" العبرية.
كذلك خلال اجتماع عُقد الأسبوع الماضي، ناقش أعضاء مجلس الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي مقترحًا هولنديًا لمراجعة اتفاقيات التجارة والتعاون مع إسرائيل، ومن المقرر عقد المناقشة التالية للمقترح في 23 يونيو المقبل.
وبدورها، طالبت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس، بمراجعة اتفاقية الشراكة بين الاتحاد وإسرائيل، وعلى إسرائيل السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وقالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، خلال مؤتمر صحفي، إن الوضع الإنساني في غزة كارثي ويجب إدخال المساعدات دون عوائق، والضغط على إسرائيل مطلوب لتغيير الوضع في قطاع غزة.
أوروبا تنتفض ضد إسرائيل
وفي السياق ذاته، وقّع أمس الثلاثاء، أكثر من 800 خبير قانوني بريطاني، على طلب مقدَّم لدى حكومة لندن بفرض عقوبات على إسرائيل، وطالب الموقّعون من المحامين والأكاديميين والقضاة السابقين في المملكة المتحدة، حكومة بلادهم باتخاذ إجراءات قانونية صارمة ضد إسرائيل، تشمل فرض عقوبات ومساءلة دولية، على خلفية ما وصفوه بارتكاب "انتهاكات جسيمة للقانون الدولي" في قطاع غزة.
فيما، انتقد المستشار الألماني فريدريش ميرز لأول مرة الحكومة الإسرائيلية علنًا، وهو موقف مغاير له بعدما كان يرى أن إسرائيل تواصل حقها في الدفاع عن نفسها عندما كان زعيمًا للمعارضة، بحسب مجلة "دير شبيجل".
وقال ميرز: "بما أن السكان المدنيين قد تأثروا، كما هو الحال بشكل متزايد في الأيام الأخيرة، فلم يعد من الممكن تبرير ذلك بمحاربة حماس، وما يفعله الجيش الإسرائيلي الآن في قطاع غزة لم أعد أفهم ما هو هدفه".