أظهرت خريطة مرسومة باليد عليها علامة بحرف X باللون الأحمر، مخبأة بقرية هولندية صغيرة تحوي مجوهرات ثمينة نهبها النازيون من قبو بنك قُصف خلال الحرب العالمية الثانية قبل نحو 78 عامًا.
باستخدام أجهزة الكشف عن المعادن والمجارف ونسخ الخريطة على الهواتف المحمولة، وصل منقبون إلى قرية "أومرين" الصغيرة، التي يسكنها 715 نسمة، وعلى بعد نحو 80 كيلومترًا جنوب شرق أمستردام، في محاولة لاستخراج الكنز الدفين المحتمل، استنادًا إلى الخريطة التي نُشرت لأول مرة في الثالث من يناير الماضي، ضمن آلاف الوثائق نشرها الأرشيف الوطني الهولندي ليدرسها المؤرخون.
وقال ماركو رودفيلدت، أحد سكان القرية الصغيرة، لـ"أسوشيتد برس"، إن أخبار وجود كنز من الذهب منذ الحرب العالمية الثانية رائعة وأذهلت القرية بأكملها، مشيرًا إلى أن هذه الأخبار أذهلت أيضًا أشخاص غرباء عن القرية.
وأضاف: "كل أنواع الناس كانوا يحفرون بشكل عفوي في الأماكن التي يعتقدون أن الكنز مدفون فيها، باستخدام جهاز الكشف عن المعادن".
البحث عن الكنز المدفون عدوى فيروسية
حتى الآن، لم يبلغ أحد عن العثور على أي شيء، وكانت عمليات التنقيب بمثابة عدوى فيروسية غير متوقعة أدت إلى تدمير القرية الهولندية الصغيرة، بسبب كثرة الأشخاص الذين ينقبون عن الكنز الخفي، إذ أظهرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي أشخاصًا يحفرون حفرًا بعمق يزيد على متر، على أمل العثور على الكنز الذهبي.
ونشرت بلدية "بيرن"، التابعة لقرية "أوميرين"، بيانًا على موقعها على الإنترنت، أشارت فيه إلى فرض حظر على الكشف عن المعادن للبلدية وحذرت من أن المنطقة كانت خطًا أماميًا خلال الحرب العالمية الثانية، وذكر البيان: "البحث هناك خطير بسبب احتمال وجود قنابل غير منفجرة وألغام أرضية وقذائف.. ننصح بعدم الذهاب للبحث عن الكنز النازي".
قصة الكنز النازي والخريطة
وقالت آنا ووكنيس، الباحثة في الأرشيف الوطني الهولندي، لـ"أسوشيتد برس": "نحن مندهشون تمامًا من القصة"، موضحة أن قصة الكنز بدأت في صيف عام 1944 في مدينة "أرنهيم" التي احتلها النازيون، واشتهرت بفيلم "جسر بعيد جدًا، عندما أصابت قنبلة أحد البنوك واخترقت قبو البنك ونثرت محتوياته، بما في ذلك ذهب ومجوهرات ونقود، عبر الشارع".
وأضافت "ووكنيس" أن الجنود الألمان كانوا يضعون ما يمكنهم الحصول عليه ويحتفظون به في صناديق الذخيرة، إلا أنهم مع نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945، تم صد المُحتلين الألمان في هولندا بعد تقدم الحلفاء، ووصل الجنود النازيون، الذين كانوا في "أرنهيم" وأخذوا الذهب في صناديق أنفسهم إلى قرية "أومرين" الهولندية وقرروا دفن المسروقات.
وأكدت الباحثة في الأرشيف الوطني أن رواية الكنز النازي هذه، نقلًا عن جندي ألماني استجوبته السلطات العسكرية الهولندية بعد الحرب وهو صاحب الخريطة المنشورة حديثًا، مشيرة إلى أن الأرشيف الهولندي لا يعلم إذا ما كان الجندي لا يزال على قيد الحياة ولم تكشف عن اسمه، وفقًا لقواعد الخصوصية في الاتحاد الأوروبي.
وكانت السلطات الهولندية بدأت باستخدام الخريطة ورواية الجندي الألماني في البحث عن المسروقات في عام 1947، إلاأنها جمدت عمليات البحث عندما لم يحرزوا أي تقدم.