بدأت وسائل الإعلام الرسمية الصينية في بث نسخ من أشهر أغاني الأطفال الصينية، مستخدمة مؤثرات موسيقية قوية وصورًا عسكرية تُظهر قوة الجيش الصيني. وتحت عنوان "أغاني جيش التحرير الشعبي"، أطلقت وسائل الإعلام الحكومية منذ 20 أبريل الماضي ثلاث نسخ من هذه الأغاني، مصحوبة بلقطات لأسلحة ومعدات الجيش من غواصات وطائرات ودبابات.
وعلى الرغم من الشعبية الواسعة التي لاقتها هذه الفيديوهات، فإن هذه الحملة لم تلق ترحيبًا من الجميع.
الطفولة تتحول لقوة العسكرية
النسخ الجديدة تحتفظ بكلمات الأغاني الأصلية التي تصف مشاهد من حياة الأطفال، مثل التجديف في القوارب أو مراقبة طيور السنونو العائدة من الجنوب، لكنها أصبحت تُؤدى على أنغام موسيقى الروك باستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وبحسب صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست"، فإن أحد أبرز الفيديوهات التي أعادت تقديم أغنية "هيا نجدف معًا"، المأخوذة من فيلم عام 1955، تحولت فيها المجاديف الخشبية (في الأغنية) إلى غواصات ومدمرات تابعة للبحرية الصينية، من بينها غواصة نووية من طراز 094 تعتبر ركيزة الردع النووي البحري الصيني.
أغاني الأطفال
لم تقتصر التعديلات على البحرية، فقد طالت القوات الجوية أيضًا. فعلى سبيل المثال أغنية "السنونو الصغيرة" التي كتبت عام 1957 لتعبّر عن قدوم الربيع والفرح، أصبحت الآن تسلط الضوء على طائرة الشحن العسكرية Y-20 المعروفة بلقب "الفتاة السمينة"، وهي جزء أساسي من قدرات النقل الجوي العسكري الصيني، وتُقارن بنظيراتها الأمريكية والروسية، وفقًا لـ"ساوث تشاينا مورنينج بوست".
كما أطلقت "شينخوا" في 13 مايو أيضًا، نسخة جديدة من أغنية "لدي حمار صغير"، التي كانت تصف صبيًا يسقط في الطين، لكنها الآن تظهر دبابات صينية من طراز 96 تتقدم خلال التدريبات العسكرية وسط الأتربة والدخان.
مخاوف كبيرة
ومع هذا التحول الجذري، عبّر بعض المواطنين عن قلقهم من عسكرة رموز الطفولة. إذ تقول المعلمة الابتدائية جاسمين ليو من بكين للصحيفة الصينية: "هذه الأغاني من أكثر الأغاني المحببة للأطفال في الصين. كانت تعلمهم جمال الحياة والسلام، والآن أصبحت حماسية بشكل مخيف. أفضل أن يغني طلابي النسخ الأصلية ليشعروا بقيمة السلام، خاصة في هذه الأوقات المتوترة".
ومع تنامي المشاعر الوطنية، ارتفعت وتيرة النقاشات على الإنترنت، لا سيما بعد أن أثبتت الأسلحة الصينية فعاليتها في المواجهة بين باكستان والهند حول كشمير أخيرًا، حيث تفوقت على الأسلحة الغربية والروسية لدى نيودلهي.