أكد عدد من الخبراء لقناة "القاهرة الإخبارية"، اليوم الثلاثاء، أن استمرار الزيادة السكانية على هذا النحو المستمر سيؤثر على مستوى الحياة وجودتها ونوعيتها، ويشكل خطرا يلتهم ثمار التنمية فى كل دول العالم، وناشدوا بضرورة إطلاق حملات توعية حقيقية تصل إلى جميع المواطنين في دول العالم كافة، وتسهم في الارتقاء بفكرهم خصوصًا الدول التي تعاني من الزيادة السكانية.
غياب وعي الإنسان
الدكتورة صفاء الحمايدة، مستشار التنمية المستدامة، قالت لـ"القاهرة الإخبارية"، إنَّ صعوبة التوصل لحلول جذرية للزيادة السكانية يضعنا أمام أزمة تستمر لعشرات السنوات المقبلة.
وأشارت إلى أن وصول سكان العالم لـ 8 مليارات نسمة يستدعي إلى الأذهان حالة من الذعر، خاصة وانه من المتوقع أن يصل عدد السكان 10 مليارات نسمة.
وأوضحت صفاء الحمايدة، أنَّ الدول التي تحظى برعاية صحية متطورة أقلها إنجابًا، وأكدت أن غياب وعي الإنسان مرتبط بالزيادة السكانية وناشدت بضرورة إطلاق حملات توعية حقيقية تصل للمواطنين.
نقص الاحتياجات
واتفق معها الدكتور علي الغرابلي، محلل برنامج الصحة الإنجابية، بأنًّ عجز بعض الدول عن تلبية احتياجات سكانها يعود إلى أن الزيادة السكانية لديها وصلت معدلات خطيرة.
وأشار إلى أن تقنين الزيادة السكانية يستلزم خططًا شاملة من أجل دفع عجلة التنمية وتنظيم الخريطة الديموغرافية للدول، وتبدوا أن الزيادة الهائلة تتطلب إيجاد بدائل وأفكار خارج الصندوق.
وأكد "الغرابلي" أن حملات التوعية التي أطلقتها عدد من الدول العربية اتسمت بالقصور، لأنها لم تصل إلى الجمهور الحقيقي.
وناشد بضرورة وضع برنامج كامل يستهدف جميع الفئات بشكل متساوٍ، من خلال منظومة تعليمية تُسهم في مواجهة خطر تلك الزيادة غير المطمئنة مستقبلًا، وعليه أن تحصل النساء من القطاعات الصحية بالدول على خدمة جيدة في مجال تنظيم الأسرة خلال العقد الحالي.
سياسة الطفل الواحد
وفي السياق ذاته، قالت الصحفية الصينية ياي شين هوا، إنًّ الصين إحدى الدول التي تتمتع بأكبر عدد سكان في العالم، خصوصًا بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية منذ أكثر من 70 عامًا، وأرجعت أسباب زيادة عدد السكان في بلادها إلى أسباب ثقافية واجتماعية واقتصادية.
وأوضحت في حديثها لـ "القاهرة الإخبارية"، أن ارتفاع عدد السكان في الصين يرجع لأسباب، منها أن الصينيين يحبون الأسرة الكبيرة من حيث عدد أفرادها ويعتبرون ذلك رمزًا لازدهارها، فضلًا تراجع في عدد الوفيات، كما أن عدد السكان في السبعينيات من القرن الماضي وصل 800 مليون نسمة وقتها كان اقتصاد الدولة الصينية غير متطور.
وترى أن عدد السكان الكبير في الصين شكل ضغوطًا على الحكومات، مشيرة إلى أنه في العقود الأخيرة نجحت الدولة الصينية في السيطرة على ارتفاع سكانها من خلال تطبيق سياسة الطفل الواحد، وارتفاع وعي الأسرة أسهم في تحقيق التنمية بالمجالات كافة.