الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

فايز قزق: المسرح رسالتي الحقيقية.. وتجربتي في "تحت الأرض" كانت تحديا جسديا وذهنيا

  • مشاركة :
post-title
الفنان السوري فايز قزق

القاهرة الإخبارية - ولاء عبد الناصر

المسرح لم يمت رغم الأزمات.. تدريب الأجيال الجديدة الأهم

في زمنٍ تُغري فيه الشهرة السريعة والمكاسب العاجلة كثيرين من أهل الفن، ظل الفنان السوري فايز قزق وفيًا لخياره الأصعب والأصدق ألا وهو المسرح. 

لم يكن حضوره مجرد عبور عابر في مشهد فني متغير، بل تجذّر في وجدان التجربة المسرحية العربية كصوتٍ مثقف ومخلص ومؤمن بأن الفن أداة وعي وتغيير لا مجرد ترفيه.

منذ تخرّجه في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق عام 1981، قرر أن يكون المسرح قلب تجربته الفنية، رافضًا الانجراف وراء بريق الدراما التلفزيونية. وفي حديثه مع موقع "القاهرة الإخبارية"، استعرض "قزق" محطات من رحلته الفنية، وتحدّث عن شغفه بالمسرح، ورؤيته لمستقبله، وتجربته التمثيلية المميزة في مسلسل "تحت الأرض".

المسرح هوية ووعي

يؤمن فايز قزق بأن المسرح ليس فنًا عابرًا أو نشاطًا ترفيهيًا، بل هو مشروع ثقافي طويل الأمد يحمل رسالة وعي، ويشكّل هوية الشعوب. وعلى مدى أكثر من أربعة عقود، لم يكن مجرد ممثل أو مخرج، بل مفكر مسرحي وأستاذ ومعلم أثّر في أجيال من الفنانين داخل المعهد العالي للفنون المسرحية، وفي عدد من الجامعات الخليجية والأوروبية.

ورغم التراجع النسبي في الحضور المسرحي بسبب الأزمات والحروب، يؤكد "قزق" على أن المسرح السوري لم يمت، بل صمد رغم الظروف القاهرة، ويحتاج فقط إلى من يؤمن به ويدعمه. 

ويرى أن غياب الدعم المؤسسي الواعي، والاستقرار السياسي والاجتماعي، من أكبر العوائق التي تعترض طريق المسرح.

أزمة المسرح عالمية

لا يحصر "قزق" أزمة المسرح في سوريا فحسب، بل يعتبرها جزءًا من تراجع عالمي عام في ظل هيمنة وسائل الإعلام التفاعلية والسريعة، وبرأيه، يبدأ إنقاذ المسرح من الاعتراف به كمؤسسة ثقافية أساسية، لا غنى عنها في صياغة الوعي الجماعي والتفكير النقدي.

وعن تفاعل الجمهور، يصف لحظة الصمت العميق في المسرح بأنها أصدق من التصفيق، فهي تعني الانغماس والإنصات. لكن النجاح بالنسبة له لا يُقاس بردود الفعل فحسب، بل بمدى وصول رسالة العرض إلى وعي المتلقي وتأثيرها فيه.

"تحت الأرض"

في تجربته الدرامية في مسلسل "تحت الأرض"، جسّد "قزق" شخصية محورية لرجل يتاجر بالدخان، يختزن ماضيًا معقّدًا، ويعيش صراعًا داخليًا محتدمًا بين السلطة والضعف، وبين الفساد والخذلان، ورغم قسوته الظاهرة، يحمل الشخصية جانبًا إنسانيًا هشًا يختبئ خلف قناعٍ من الجبروت.

وصف "قزق" هذه التجربة بالتحدي الحقيقي، خاصة في ظل تنقّل فريق العمل بين مواقع تصوير مختلفة في دمشق وأبو ظبي، وفي أجواء شتوية شديدة البرودة، تطلّبت منه جهدًا ذهنيًا وجسديًا مضاعفًا.

"فرانكلين"

شارك "قزق" كضيف شرف في مسلسل "فرانكلين" من خلال شخصية "منير"، التي ظهرت في ست حلقات فقط. ورغم قصر الدور، تعامل معه بجدية تامة، مؤكدًا أن القيمة لا تُقاس بحجم الدور، بل بصدقه وتأثيره. وقد حرص على أن يترك من خلال هذه الشخصية بصمة حقيقية تضيف إلى تجربته.

الرسالة الأسمى

في ختام حديثه، عبّر فايز قزق عن امتنانه لمسيرته التي امتلأت بالتحولات والتحديات، معتبرًا أن أكثر ما يمنحه قيمة حقيقية هو دوره في تدريب الأجيال الجديدة من الممثلين، ومرافقتهم في بداياتهم، ويؤكد أن هذه المهمة، إلى جانب العمل الفني، هي رسالته المستمرة التي يعتز بها أكثر من أي شيء آخر.