الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مشروع "القبة الذهبية" الدفاعي.. ترامب يواجه معضلة كندية

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفي الخلفية مشروع "القبة الذهبية"

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

كشفت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية عن تحدٍ إستراتيجي كبير يواجه الرئيس دونالد ترامب في تنفيذ مشروعه الطموح لبناء درع دفاعية صاروخية ضخمة بتكلفة 500 مليار دولار، إذ يتوقف نجاح "القبة الذهبية" على التعاون مع كندا التي تشهد علاقاتها مع واشنطن توترات متصاعدة.

تحتاج الولايات المتحدة بشكل حتمي إلى الأراضي والمجال الجوي الكندي لإنجاح مشروع القبة الذهبية، وفقًا لما ذكرته "بوليتيكو" نقلًا عن مسؤولين أمريكيين وخبراء عسكريين.

أوضحت المجلة أن كندا تمتلك مساحة تقارب 4 ملايين ميل مربع، ما يوفر خط رؤية حاسمًا لأجهزة الاستشعار الأمريكية لاعتراض الصواريخ الصينية والروسية التي تُطوَّر للطيران فوق القطب الشمالي.

وأكد الجنرال المتقاعد جلين فان هيرك، الذي قاد القيادة الشمالية الأمريكية حتى العام الماضي، لـ"بوليتيكو"، أن "ما تقدمه كندا حقًا هو الأرض، فإذا تمكنا من وضع رادارات فوق الأفق في أقصى الشمال، فإن ذلك سيزيد بشكل كبير من قدرة البلدين على الرؤية عبر القطب إلى روسيا والصين".

كما أشار مساعد جمهوري في مجلس الشيوخ للمجلة بأن "الأمر سيكون أكثر صعوبة بكثير دون كندا".

تاريخ التعاون والاستثمارات المطلوبة

تلعب كندا دورًا محوريًا في الدفاع الجوي لأمريكا الشمالية منذ عقود من خلال قيادة "نوراد" التي تأسست قبل عام 1967، حسبما ذكرت "بوليتيكو"، وتمول أوتاوا تاريخيًا نحو 40% من استثمارات "نوراد"، وتخطط لضخ 38 مليار دولار لإضافة رادارات جديدة في الشمال خلال العقدين المقبلين.

ولإنجاح القبة الذهبية، ستحتاج كندا لتجهيز أراضيها برادارات وصواريخ اعتراضية إضافية، كما صرح توري برونو، رئيس شركة "يونايتد لونش أليانس" الأمريكية لـ"بوليتيكو" قائلًا: "ما نريده حقًا منهم هو المساهمة في إنتاج تلك الأصول واستضافتها داخل الأراضي الكندية".

ووقعت كندا مؤخرًا اتفاقية بـ4 مليارات دولار مع أستراليا لتطوير رادارات بعيدة المدى ستُنشر في القطب الشمالي.

التوترات السياسية تعقد المشهد

رغم الحاجة الماسة لكندا، تواجه إدارة ترامب تحديات دبلوماسية معقدة نتيجة سياساته السابقة تجاه أوتاوا، إذ حذر السيناتور الديمقراطي جاك ريد، كبير أعضاء لجنة الخدمات المسلحة، في تصريحات لـ"بوليتيكو"، من أن "الرئيس بسبب خطابه أبعد جزءًا كبيرًا من الشعب الكندي، وهذا ينعكس على القادة السياسيين، فالأمر لم يعد سهلًا كما في السابق".

وأظهر رئيس الوزراء الكندي مارك كارني موقفًا حذرًا من المشروع، وصرح لـ"بوليتيكو" بأن الأمر "شيء ننظر إليه وتمت مناقشته على مستوى عالٍ، لكن بالطبع يتفاوض المرء حول هذا"، كما أكد النائب المحافظ شوفالوي ماجومدار للمجلة أن "هناك الكثير مما لا نعرفه، والكثير مما يحتاج للكشف عنه حول كيفية تطور الشراكة الاقتصادية والأمنية".

تحديات التمويل والتوقيت

على صعيد التمويل، طلب البيت الأبيض استثمارًا أوليًا بقيمة 25 مليار دولار لمشروع القبة الذهبية، لكن البرلمان الكندي لن يكون لديه ميزانية جاهزة حتى الخريف المقبل، وفقًا لـ"بوليتيكو"، كما تناقش أوتاوا مسألة المشاركة في إسقاط الصواريخ الباليستية، وهي قضية مثيرة للجدل داخل الحكومة الكندية.

ورغم أن بعض مؤيدي ترامب، مثل السيناتور الجمهوري دان سوليفان، يقللون من أهمية كندا قائلين إن مشاركتها "مفيدة لكنها ليست حيوية"، إلا أن الخبراء والمسؤولين يؤكدون لـ"بوليتيكو" أن نجاح المشروع يتطلب تعاونًا كنديًا فعليًا وليس مجرد موافقة شكلية.