الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

وسط ترقب إسرائيلي.. روما تستضيف جولة جديدة للمفاوضات النووية

  • مشاركة :
post-title
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي وأعضاء فريقه يشاركون في المفاوضات مع الولايات المتحدة في العاصمة الإيطالية روما ابريل الماضي

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

تستضيف العاصمة الإيطالية روما، اليوم الجمعة، الجولة الخامسة من المحادثات بين إيران والولايات المتحدة بشأن برنامج طهران النووي، بوساطة عمانية، وسط تصاعد الخلافات حول قضية تخصيب اليورانيوم.

وأجرت الولايات المتحدة وإيران 4 جولات من التفاوض في كل من روما ومسقط، بهدف كبح البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات، ولكن لا تزال هناك العديد من العقبات التي تعترض طريق المحادثات، أبرزها مسألة تخصيب اليورانيوم.

ويمثل هذا المسار الدبلوماسي أرفع مستوى من التواصل بين البلدين منذ توقيع الاتفاق الدولي حول البرنامج النووي عام 2015، والذي انسحبت منه الولايات المتحدة عام 2018 خلال ولاية دونالد ترامب الأولى.

واتخذت واشنطن حينها خطوة تصعيدية بإعادة فرض عقوبات اقتصادية مشددة على إيران ضمن سياسة "الضغوط القصوى". 

ويسعى ترامب منذ ذلك الحين إلى صياغة اتفاق جديد مع طهران، بينما تطمح الأخيرة إلى رفع العقوبات التي تُثقل كاهل اقتصادها.

وتشكل قضية تخصيب اليورانيوم النقطة المركزية في هذه الجولة، في ظل تمسك كل طرف بموقفه. صرح الموفد الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الأحد الماضي، أن بلاده "لا يمكنها السماح حتى بنسبة واحد في المئة من قدرة التخصيب"، في حين ترفض إيران هذا الطرح رفضًا قاطعًا، وتعتبره انتهاكًا لما ورد في الاتفاق النووي المبرم معها.

من جانبه، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أن بلاده ماضية في تخصيب اليورانيوم، سواء تم التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة من عدمه.

وفي السياق ذاته، اعتبر المرشد الإيراني علي خامنئي، الثلاثاء الماضي، أن طهران لا تنتظر إذنًا من أحد لمواصلة التخصيب، مشككًا بإمكانية التوصل إلى "أي نتيجة" من هذه المحادثات.

وخلال جلسة استماع أمام لجنة في مجلس الشيوخ، اعتبر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الثلاثاء الماضي، أن إيران تنظر إلى تخصيب اليورانيوم باعتباره "مسألة فخر وطني" و"وسيلة ردع".

ويقول المسؤولون الإيرانيون إن الطلب الأمريكي بأن توقف طهران تخصيب اليورانيوم قد يدفعهم إلى الانسحاب من المفاوضات، وفق صحيفة" وول ستريت جورنال" الأمريكية.

وينص الاتفاق النووي المبرم عام 2015 على سقف تخصيب لا يتجاوز 3,67 %، في حين تقوم إيران حاليًا بتخصيب اليورانيوم حتى 60% وفق الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي نسبة تقترب من الحد العسكري البالغ 90%.

وبعد انسحاب الولايات المتحدة، بدأت طهران تدريجيًا بالتراجع عن التزاماتها بموجب الاتفاق، في مسار تصعيدي أثار قلقًا دوليًا.

ووسط تعقد الملف النووي، تتزايد المخاوف الغربية والإسرائيلية من احتمال سعي إيران لحيازة قنبلة ذرية، وهو ما تنفيه طهران مؤكدة أن برنامجها ذو أهداف مدنية بحتة.

وكشفت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، الثلاثاء الماضي، أن إسرائيل تستعد على ما يبدو لشن ضربات ضد المنشآت النووية الإيرانية، نقلًا عن مصادر أمريكية.

ووفقًا لمصدرين إسرائيليين مطلعين تحدثا لموقع "أكسيوس" الإخباري، تحولت تقديرات المخابرات الإسرائيلية خلال الأيام القليلة الماضية من الاعتقاد بقرب التوصل إلى اتفاق نووي بين إيران والولايات المتوصل، إلى توقع انهيار المحادثات قريبًا.

يعتقد جيش الاحتلال الإسرائيلي، حسب المصادر ذاتها، أن النافذة العملياتية لتنفيذ ضربة ناجحة قد تُغلق قريبًا، ما يفرض على تل أبيب التحرك بسرعة إذا فشلت المفاوضات.

وأكدت المصادر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يجري تدريبات واستعدادات عملياتية لهذا السيناريو، مشيرة إلى أن "الجيش الأمريكي يرى كل هذه التحركات ويدرك أن إسرائيل تستعد".

وفي الوقت ذاته، نقل "أكسيوس" عن مسؤول أمريكي قلق إدارة ترامب من احتمال أن يتخذ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قرارًا بالهجوم دون الحصول على ضوء أخضر من البيت الأبيض.

وأشار أحد المصادر الإسرائيلية إلى أن "نتنياهو ينتظر انهيار المحادثات النووية واللحظة التي سيشعر فيها ترامب بخيبة أمل من المفاوضات ليوافق على العملية".

وذكرت المصادر أن الهجوم الإسرائيلي المحتمل لن يكون مجرد ضربة خاطفة، بل حملة عسكرية قد تستمر أسبوعًا كاملًا على الأقل، ما يجعلها عملية معقدة ومحفوفة بالمخاطر لجميع أطراف النزاع والمنطقة بأكملها.

وفي رسالة رسمية إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، حذر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي من أن "أي هجوم من قبل النظام الصهيوني سيحمل الحكومة الأمريكية المسؤولية القانونية".

يشغل البرنامج النووي الإيراني أكثر من 17 ألف شخص، بينهم عاملون في قطاعي الطاقة والطبابة، وفق المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي.

وفي تصريحات سابقة مطلع مايو، ذكر كمالوندي بأن دولا مثل هولندا وبلجيكا وكوريا الجنوبية والبرازيل واليابان تخصب اليورانيوم لأغراض مدنية دون امتلاك سلاح نووي.

وتأتي محادثات الجمعة، قبل اجتماع مقرر في يونيو، لمجلس الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، والذي سيناقش تطورات البرنامج الإيراني.