في مشهد استثنائي هزَّ قلب العاصمة التشيلية سانتياجو، اليوم الثلاثاء، تم إخلاء قصر "لا مونيدا" الرئاسي وعدد من المباني المجاورة له، بعدما اجتاحت المنطقة رائحة غاز قوية ومجهولة المصدر، ما أثار الذعر بين الناس ودفع السلطات إلى التحرك الفوري.
وأفاد شهود عبر وسائل التواصل الاجتماعي بتجمهر المئات أمام القصر، وسط انتشار كبير لفرق الطوارئ، في حين أعلنت السلطات الصحية ورجال الإطفاء بدء تحقيقات موسعة لتحديد مصدر الرائحة، دون التوصل حتى الآن إلى نتيجة قاطعة.
وذكرت الشرطة المحلية أنها تلقت عدة بلاغات تفيد بانتشار الرائحة في مواقع متفرقة من وسط المدينة، ما دفعها إلى حث المواطنين على اتخاذ الاحتياطات اللازمة وتجنب الاقتراب من مركز العاصمة، حيث كثّفت فرق الإطفاء جهودها في المستشفيات والمدارس وغيرها من المواقع الحيوية ذات الأولوية.
وفي مؤتمر صحفي لاحق، صرّح القائد بهيئة الإطفاء في سانتياجو، بييرو تارديتو، أن القياسات التي أجريت في أنحاء المدينة "لم تسجل مستويات خطيرة أو غير طبيعية من الغاز"، مرجحًا أن تتبدد الرائحة خلال ساعات، بينما يظل السبب وراء الحادثة قيد التحقيق.
ويقع قصر "لا مونيدا" في قلب العاصمة، ويُعد مقرًا لرئاسة الجمهورية ومكاتب وزارات الداخلية، والأمانة العامة لرئاسة الجمهورية، والأمانة العامة للحكومة. شُيّد القصر بدايةً كدار لصك العملة في الحقبة الاستعمارية عام 1784، من تصميم المهندس الإيطالي خواكين تويسكا، وافتُتح رسميًا عام 1805، بتصميم كلاسيكي جديد يتأثر بالنظام الدوريسي.
ومنذ عام 1845، وتحديدًا خلال رئاسة مانويل بولنيس، أصبح القصر مقرًا رسميًا للحكومة. وفي 1930، أُنشئت ساحة عامة أمامه عُرفت بـ"ساحة الدستور"، لكنها لم تعد مقرًا رئاسيًا بعد انتهاء فترة رئاسة جابرييل جونزاليس فيديلا.
ورغم استقرار الأمور نسبيًا، يبقى الغموض يحوم حول الحادث الذي دفع دولة بأكملها إلى حالة تأهب، فيما يترقب الجميع نتائج التحقيقات التي قد تكشف سببًا غير متوقع لهذا التهديد الخفي في قلب تشيلي.