أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي أوامر فورية بإخلاء مناطق واسعة من مدينة خان يونس بقطاع غزة، وعلى رأسها أحياء عبسان وبني سهيلا شرقي المدينة، معتبرًا إياها "منطقة قتال خطيرة".
وقال بشير جبر، مراسل "القاهرة الإخبارية" من خان يونس، إن هذه التحذيرات سبقت غارات جوية مكثفة استهدفت الأحياء الشرقية للمدينة، في وقت يواصل فيه الاحتلال استهداف مناطق تضم آلاف النازحين.
وأوضح "جبر" خلال رسالته اليوم الاثنين، أن الاحتلال دعا المدنيين إلى التوجه غربًا نحو منطقة "المواصي"، إلا أن الأخيرة تعاني بالفعل من اكتظاظ شديد، ولا تتوفر فيها ظروف إنسانية مناسبة لاستقبال المزيد من الفارين من العمليات العسكرية، وعلى الرغم من تصنيف الاحتلال "المواصي" كمنطقة آمنة، شهدت أخيرًا قصفًا إسرائيليًا أدى إلى استشهاد فلسطينيين وإصابة آخرين بجروح متفاوتة، ما يثير تساؤلات جدية حول مصداقية هذه التصنيفات.
وأشار إلى أن مناطق وسط خان يونس وحتى جنوب دير البلح أصبحت ضمن ما يعرف بـ"المناطق الحمراء"، وهي مناطق تشهد قصفًا متكررًا، ولا يُسمح للسكان بالبقاء فيها، مضيفًا أن أحد الصواريخ أصاب مبنى تابعًا لمجمع ناصر الطبي، ما أدى إلى انهياره، ليؤكد أن كل أحياء خان يونس باتت معرضة للخطر دون وجود بدائل آمنة للمدنيين.
وفي ظل التصعيد العسكري، أبدى "جبر" قلقه حيال تعارض تصريحات الاحتلال بشأن إدخال المساعدات الإنسانية مع الواقع الميداني، مشيرًا إلى أن شارع صلاح الدين، الذي يُعد شريانًا رئيسيًا يربط محافظات غزة، تم تصنيفه أيضًا "منطقة خطيرة" ما يمنع عبور المساعدات أو تنقل المدنيين، كما أن معبر كرم أبو سالم، الذي يُفترض أن تمر عبره المساعدات، يقع في نطاق عمليات عسكرية جنوب شرقي رفح، ما يعقّد وصول أي شحنات إغاثية إلى داخل القطاع.