لوّح قادة أوروبا بفرض مزيد من العقوبات على روسيا، حال عدم التوصل إلى اتفاق يُنهي الحرب في أوكرانيا، في رسالة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قبل محادثته الهاتفية المرتقبة مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، التي قد تضيف تفاصيل جديدة للحرب المستعرة، في وقت توسع موسكو من تواجدها على الحدود الفنلندية أحدث المنضمين لحلف شمال الأطلسي "الناتو".
بدأت ألمانيا والولايات المتحدة وحلفاء آخرون لأوكرانيا في زيادة الضغوط على روسيا، بعد أن قالت المتحدثة باسم الحكومة البريطانية، إنه "تمت مناقشة تطبيق العقوبات، إذا لم تنخرط روسيا بشكل جدي في وقف إطلاق النار ومحادثات السلام".
وشارك في المناقشة المستشار الألماني فريدريش ميرز، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والرئيس الأمريكي ترامب، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، من أجل الضغط على موسكو لقبول وقف إطلاق النار غير المشروط لمدة 30 يومًا، الذي اقترحه ترامب ودعمته أوكرانيا وأوروبا.
وواجهت موسكو العديد من العقوبات، بعد أن فرض الاتحاد الأوروبي بالفعل عدة تدابير عقابية ضد روسيا بسبب الحرب، ومن المقرر أن تدخل حزمة العقوبات الـ17 حيز التنفيذ، الثلاثاء المقبل.
وتشمل هذه الحزمة عقوبات على خطي نورد ستريم 1 ونورد ستريم 2، والعمل على إدراج المزيد من سفن أسطول الظل الروسي في القائمة، وخفض سقف أسعار النفط، وتشمل عقوبات إضافية على القطاع المالي في روسيا.
وشهدت فترة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، انقطاعًا كبيرًا في التواصل بين الرئيسين الأمريكي والروسي، وهو ما سعى الرئيس الجمهوري لتبديده بعد ما تواصل مباشرة مع الرئيس الروسي في مناسبتين، منذ توليه منصبه، يناير الجاري، وآخرها منتصف مارس الماضي.
وقال ترامب إنه يخطط أيضًا لمعالجة القضايا التجارية، خلال محادثاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الاثنين، ومن المقرر بعد ذلك أن يتحدث مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وممثلي الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، وخفضت الإدارة الأمريكية في عهد ترامب مساعداتها العسكرية لكييف بشكل كبير.
وبينما يبحث قادة الغرب عن سبل إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، من خلال العقوبات، أو محاولة الرئيس الأمريكي في التواصل الشخصي من نظيره الروسي، تُعزز موسكو من قواعدها قرب حدود فنلندا، أحدث الدول المنضمة حديثًا لحلف شمال الأطلسي "الناتو".
تُظهر الخيام وملاجئ الطائرات المقاتلة ومستودعات المركبات العسكرية تزايد الوجود الروسي بالقرب من إحدى أحدث الدول الأعضاء في حلف الناتو، ووفقًا لصور أقمار صناعية حديثة، تُعزز القوات الروسية قواعدها وتُنشئ بنية تحتية عسكرية قرب الحدود الفنلندية، في خطوات قد تكشف عن استراتيجيتها لما سيحدث بعد حرب أوكرانيا.
تُظهر الصور، التي أكدها مسؤولون في حلف الناتو، صفوفًا متتالية من الخيام الجديدة، ومستودعات جديدة لتخزين المركبات العسكرية، وأعمال تجديد لملاجئ الطائرات المقاتلة، ونشاط بناء مُستمر في قاعدة طائرات هليكوبتر كانت في معظمها مهجورة ومُغطاة بالأشجار.
وانضمت فنلندا لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، ويعكس تحرك موسكو تجاه الحدود الفنلدنية مخاوفها من مواجهة على الحدود، التي يبلغ طولها 830 ميلًا، التي تُعدّ أطول خط تماس للتحالف الغربي مع روسيا، ويتوقع المحللون العسكريون أن تصبح بؤرة توتر، لا سيّما وأن جزءًا كبيرًا منها يقع في الدائرة القطبية الشمالية التي تشهد نزاعًا متزايدًا.
وأجرت القوات الأمريكية والفنلندية أخيرًا مناورة حربية في هذه المنطقة، ويعتقد الفنلنديون أن أمامهم 5 سنوات تقريبًا قبل أن تتمكن روسيا من بناء قواتها إلى مستويات تُشكل تهديدًا، لكنهم واثقون من أن ذلك سيحدث وأن عدد القوات الروسية التي تواجههم سيتضاعف ثلاث مرات.
من وجهة نظر موسكو، يحتاج الروس إلى تعزيز دفاعاتهم لحماية أنفسهم من توسع الناتو، بعد انضمام دول البلطيق أو أعضاء الاتحاد السوفيتي السابق، الذين انضموا إلى الناتو، ما وضع مساحات شاسعة من حدود روسيا في مواجهة الناتو.
وفي الوقت نفسه تستعد الولايات المتحدة للدخول في مناقشات بشأن سحب القوات من أوروبا، بحسب ماثيو ويتيكر، سفيرها لدى حلف شمال الأطلسي، الذي قال إن المقترحات الخاصة بسحب عشرات الآلاف من القوات من القارة سيتم مناقشتها في وقت لاحق من العام.
ومارس الماضي، كشفت صحيفة "ذا تليجراف" البريطانية، أن الرئيس الأمريكي سحب نحو 35 ألف جندي نشط من ألمانيا، ويوجد نحو 160 ألف جندي نشط خارج الولايات المتحدة، أغلبهم داخل البلاد.