الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مستشار رئيس الوزراء العراقي: القمة العربية محطة حاسمة لإحياء الحوار وتعزيز الوحدة

  • مشاركة :
post-title
حسين علاوي، مستشار رئيس الوزراء العراقي

القاهرة الإخبارية - أحمد الضبع

قال حسين علاوي، مستشار رئيس الوزراء العراقي، إن القمة العربية التي ستنعقد غدًا في بغداد، تُعد محطة مهمة وعلامة فارقة في مسار إحياء الحوار العربي-العربي، مشيرًا إلى أن قادة الدول العربية يبذلون جهودًا كبيرة لإعادة بناء هذا الحوار في ظل حالة من الأزمات والتحديات التي مرت بها المنطقة العربية، والتي أثرت على الأمن القومي العربي ووجود الدول الوطنية.

وأوضح علاوي، خلال لقاء خاص لـ"القاهرة الإخبارية" في بغداد، أن الدولة الوطنية في المنطقة عادت بقوة، وهو ما مكن حكومات ودول المنطقة من القدرة على صناعة حلول فعالة للأزمات الراهنة، بالإضافة إلى تطوير مسارات ومقاربات اقتصادية وأمنية وإدارية وفنية لمعالجة تلك التحديات، سواء كانت مرتبطة بالقضية الفلسطينية، أو الأزمات التي شهدتها سوريا ولبنان.

وعن إمكانية وجود توافق عربي في الملفات الحساسة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والأزمة السورية، فأكد وجود توجهات جديدة لدى القيادات العربية في العراق ومصر والأردن والمملكة العربية السعودية والإمارات وقطر، فضلاً عن لبنان، حيث تشهد سوريا تحسنًا وتطورًا إيجابيًا يُمكّن من التطلع إلى حلول جذرية لهذه الأزمات.

وأشار إلى أهمية توحيد الرؤى فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وهو ما أكده وزير الخارجية العراقي خلال القمة، مؤكدًا ضرورة وجود شراكة في القرار العربي، وتقارب في السياسات العليا، وتبني مناهج وأساليب جديدة لاستثمار الدبلوماسية العربية التي تمثل قوة كبيرة لكنها تحتاج إلى تركيز وتعزيز، وهو ما تسعى له قمة بغداد التي تجمع بين المسارات السياسية وتحديات الأمن القومي والأزمات الإقليمية.

لجنة عليا لتفكيك أزمات المنطقة

أكد حسين علاوي، مستشار رئيس الوزراء العراقي أن من مقررات اجتماع وزراء الخارجية العرب إعادة إحياء لجنة عليا لتفكيك الأزمات التي تمر بها المنطقة، مشيرًا إلى أن هذه الأزمات غالبًا ما تكون ناتجة عن أسباب داخلية أو مشاكل حدودية وموارد، أو معضلات قديمة لم تُحل بشكل تشاركي صحيح، مما يستدعي حلولاً استراتيجية عبر مسار تقوده العراق خلال دورته الـ34 للجامعة العربية، بالتعاون مع الأمين العام للجامعة وقادة دول المنطقة.

وكشف أن العراق دعا إلى العضوية المفتوحة في الجامعة العربية، إلى جانب البحرين التي كانت تقود الدورة السابقة، مع وضع أجندة واضحة ومسارات زمنية للمنهجية الدبلوماسية التي ستعتمد على تفكيك الأزمات المستمرة.

وأشار علاوي إلى تصريحات رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني التي أكدت أن القمة ستكون قمة المبادرات، حيث لا يقتصر دور العراق على التنظيم فقط، بل سيبادر مع الدول العربية نحو حلول استراتيجية واضحة وقابلة للتنفيذ على الأرض.

وأوضح أن الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية شهدت كلمة مقتضبة للأمين العام للجامعة العربية، لكنها حملت لغة متجددة وتصعيدية تجاه القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن الوجدان العربي والشعوب العربية يطالبون بحل استراتيجي سريع للأزمة التي اتخذت أبعاداً إنسانية عميقة، تتجاوز الأبعاد الأمنية والإنسانية التي تُعرض غالبًا بشكل مخفف في وسائل الإعلام.

تعزيز الشراكة العربية ضروري لإحياء القضية الفلسطينية

وأوضح حسين علاوي، مستشار رئيس الوزراء العراقي، أن الشعب الفلسطيني يطالب بالحقوق التاريخية، والدعم العربي، ودولة تحفظ كرامته، مضيفًا أن الشعوب العربية تعيش في عصر متقدم، لكن ما زال هناك شعب عربي كريم يعاني من مشكلات تتعلق بالأرض والدولة، وهو ما يجعل الدبلوماسية العربية تتجه نحو تضميد هذه الجراح العميقة التي يعاني منها الجسد العربي، خصوصًا في القضية الفلسطينية المركزية.

وأكد ضرورة التنسيق والشراكة الحقيقية بين الدول العربية، مستشهدًا بالكلمات التي ألقاها الأمين العام للجامعة العربية ووزير الخارجية العراقي، والتي تعكس هذه الرؤية، مشيرًا إلى وجود آمال وطموحات عربية كبيرة، وأفعال دبلوماسية نشطة على المستويات الدولية، من مجلس الأمن إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، والدول الصديقة، والتي حققت نجاحات مهمة داخل أوروبا ودول أخرى في استعادة الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني.

وأضاف أن العراق يتطلع، في إطار الشراكة والاتفاق على مقررات القمة وإعلان بغداد، إلى هذا الإعلان المهم الذي يتطلع إليه الجميع، مشيرًا إلى أن المنطقة تحتاج إلى تفكيك التحديات التي مرت بها دول وشعوب المنطقة، مع وجود فرص اقتصادية كبيرة رغم التحديات، خصوصًا مع موجات نزوح الشباب نحو أوروبا والقارات الأخرى، لكنه يأمل في انعكاس هذه الصورة بعودة الشباب إلى أوطانهم مع استعادة الدول عافيتها وحيويتها الاقتصادية.

تحالف استراتيجي واقتصادي ينمو تدريجيًا

علق مستشار رئيس الوزراء العراقي، على مسار التعاون السياسي والاقتصادي بين العراق ومصر والأردن، الذي يتجسد عبر اللجنة الوزارية الثلاثية للتعاون، واصفًا إياها بأنها لجنة استراتيجية ذات أهمية كبيرة.

وأشار إلى أن العراق، بقيادة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، بدأ أولى زياراته الخارجية للمملكة الأردنية الهاشمية، تلتها زيارات لتعزيز العلاقات مع مصر، بالإضافة إلى لقاء مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مؤكدًا أن هذه الزيارات أسهمت في رفع مستوى التنسيق الاستراتيجي بين الدول الثلاث، مع إيلاء القيادة العراقية اهتمامًا بالغًا لهذا المسار الذي يتوسع ليشمل السياسة الإقليمية مع دول الخليج والدول العربية المجاورة جغرافيًا.

وأضاف علاوي أن التعاون الثلاثي يشكل تحالفًا عربيًا مهمًا، يمتد ليشمل أبعاداً اقتصادية متنامية، حيث بدأ التنسيق الفعلي بين الدول الثلاث للعمل على مراجعة العقبات التي تعيق حركة رؤوس الأموال، نقل التكنولوجيا، الشراكات، وتبادل الخبرات بين الدول. وأكد أن هذا يتطلب تفاعلاً كبيرًا من الجهات الحكومية والشركات في العراق والأردن ومصر.

وأوضح أن التعاون الاقتصادي هذا يعد أحد الفضاءات الاقتصادية الحيوية في المنطقة، مدعومًا بالعمق التاريخي للعلاقات بين الدول الثلاث، إضافة إلى الشراكات الاستراتيجية على مستوى القيادة السياسية، وعمليات الإنتاج الصناعي والزراعي، إلى جانب قطاعات التجارة والنقل.

وأشار علاوي إلى الفرص الكبيرة في مجالات التعاون المشترك، مثل الكهرباء والمصافي والموانئ، إلى جانب بناء قدرات الأجهزة الحكومية، وتطوير القطاع الخاص، ونقل الخبرات الإدارية لإدارة المدن.

وختم بالتعبير عن أمله في ألا يقتصر هذا التعاون على الدول الثلاث فقط، بل يمتد ليشمل تحالفات عربية أكبر وأشمل لتحقيق المزيد من التكامل والتنمية الاقتصادية.