أجرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أول جولة خارجية له منذ تنصيبه رئيسًا للولايات المتحدة، يناير 2025، التي قرر أن تكون في الشرق الأوسط الملتهب، وشملت زيارة 3 دول خليجية، كان على رأسها المملكة العربية السعودية.
وفي خضم الأحداث والصراعات التي يشهدها الشرق الأوسط، من فلسطين المحتلة إلى لبنان وسوريا وليبيا واليمن، برز سؤال مهم حول "مَن يتكفل بحماية الرئيس الأمريكي وحاشتيه من مسؤولي البيت الأبيض ورجال أعمال ومستثمرون، خلال زيارته القصيرة التي أنهاها بزيارة دولة الإمارات؟".
وتأتي الإجابة على هذا السؤال من قبل جهاز الخدمة السرية الأمريكي عبر موقعه، الذي يتولى مسؤولية حماية العديد من الأشخاص يأتي على رأسهم الرئيس الأمريكي نفسه ونائبه والعائلات المباشرة الخاصة بهم، ومن يأتي بعد الرئيس الأمريكي في ترتيب خلافة المنصب.
وفي الداخل الأمريكي يتولى جهاز الخدمة السرية مسؤولية الحفاظ على بيئة آمنة للرئيس الأمريكي والمشمولين بالحماية، إذ يستعين الجهاز الذي تأسس عام 1865 بالوكالات الفيدرالية والشرطية والمحلية للمساعدة يوميًا في عملية التأمين.
وخلال تواجده في البيت الأبيض، يعكف جهاز الخدمة السرية، بالتعاون مع شرطة العاصمة، وشرطة الحدائق الأمريكية من أجل القيام بدوريات في الشوارع والحدائق المحيطة بالبيت الأبيض، إذ يتشاورون بانتظام مع خبراء من وكالات أخرى لاستخدام أحدث تقنيات الأمن.
ويدعم الجيش الأمريكي، جهاز الخدمة السرية، خلال فترات حماية الرئيس عن طريق مساندتهم بفرق التخلص من الذخائر المتفجرة وموارد الاتصالات.
أما في الخارج، فيختلف الأمر قليلًا، بحسب الموقع الرسمي للجهاز على الإنترنت، إذ تبين أنه عندما يسافر الرئيس الأمريكي إلى دول خارجية أو جولات تستمر لعدة أيام، يرافقه فريق وصف بفريق متقدم من العملاء طوال فترة تواجده بالخارج.
وعندما يصل الرئيس الأمريكي، الدولة المتوجه إليها، تعمل فرقة العملاء المتقدمة من جهاز الخدمة السرية مع سلطات إنفاذ القانون في الدولة أو المدينة المضيفة والحكومات المحلية، من أجل تأمينه في كل مكان، إذ يتم تنفيذ التدابير الأمنية اللازمة بشكل مشترك بين الجانبين.
يذكر أن جهاز الخدمة السرية الأمريكي تم إنشاؤه في الأساس كفرع من وزارة الخزانة الأمريكية، من أجل مكافحة تزوير العملة الأمريكية، التي كانت مشكلة خطيرة وقتها، إذ قُدر أنه بعد الحرب الأهلية كان ما يقرب من نصف العملات المتداولة بين الأمريكيين مزورة.
وعقب اغتيال الرئيس الأمريكي ويليام ماكينلي، في بوفالو، نيويورك عام 1901، كُلف جهاز الخدمة السرية بمهمته الثانية، وهي حماية الرئيس الأمريكي، إذ تنقسم مهمته إلى شقين، الأولى حماية الرئيس ونائبه وآخرين، والثانية التحقيق في الجرائم المرتكبة ضد البنية التحتية المالية للولايات المتحدة.
وتعرض دونالد ترامب لمحاولتي اغتيال درامية في أثناء فترة ترشحه للانتخابات الرئاسية عام 2024، كانت الأولى في أثناء تجمع انتخابي بولاية بنسلفانيا، وكادت الرصاصة أن تقتله، أما الثانية، فكانت على يد ريان ويسلي، الذي اختبئ بالقرب منه عندما كان يلعب الجولف.