أبلغ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في أنقرة اليوم الخميس، استعداد تركيا لاستضافته والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لإجراء محادثات سلام "عندما يكونان مستعدين".
والتقى أردوغان، زيلينسكي في العاصمة التركية، بعد أن أرسل بوتين فريقًا من المفاوضين من المستوى الثاني، لإجراء محادثات سلام في إسطنبول، رافضًا دعوة كييف للذهاب إلى هناك شخصيًا للقاء زيلينسكي.
وقالت الرئاسة التركية، في بيان إن أردوغان شدد على ضرورة إبقاء قنوات الحوار مفتوحة بين الجانبين، في ظل "الفرصة التاريخية" لبدء محادثات السلام، وعلى ضرورة أن يجتمعا على الحد الأدنى من القواسم المشتركة.
واستقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، زيلينسكي، بحرس الشرف في القصر الرئاسي بأنقرة قبل أن يجري الرجلان محادثات.
وفبراير الماضي، أكد الرئيس التركي استعداد بلاده للمساهمة في تسوية النزاع بأوكرانيا واستضافة مفاوضات بين الجانبين.
وقال أردوغان في رسالة مصورة نُشرت على حساباته عبر منصات التواصل الاجتماعي حينها: "نواصل دعمنا الراسخ لوحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها واستقلالها. ناقشنا الأسبوع الماضي في أنقرة مع زيلينسكي المساهمة، التي يمكن أن تقدمها تركيا في هذه المرحلة المهمة، ورغبتها في استضافة المحادثات".
مناورات دبلوماسية
بدأت المحادثات الدبلوماسية نهاية الأسبوع الماضي، عندما التقى القادة الأوروبيون، زيلينسكي في كييف وحثّوا الكرملين على الموافقة على وقف إطلاق نار كامل وغير مشروط لمدة 30 يومًا كخطوة أولى نحو السلام. ردّ بوتين لاحقًا باقتراح محادثات مباشرة مع أوكرانيا في إسطنبول، ثم جاء تحدّي زيلينسكي لبوتين لإجراء محادثات وجهًا لوجه.
وبعد أيام من الصمت، رد الكرملين، اليوم الخميس، إذ قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إن بوتين ليس لديه خطط للسفر إلى إسطنبول في الأيام القليلة المقبلة.
وأعلن الكرملين أن فلاديمير ميدينسكي، أحد مساعدي بوتين، يقود الفريق الروسي، الذي سيضم أيضًا 3 مسؤولين كبار آخرين، كما عيّن بوتين أربعة مسؤولين من مستوى أدنى "خبراء" للمحادثات في إسطنبول.
وغاب عن المحادثات وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، ومستشار بوتين للسياسة الخارجية يوري أوشاكوف، وكلاهما مثل روسيا في المحادثات مع الولايات المتحدة بالمملكة العربية السعودية، مارس.
استئناف مفاوضات 2022
وصف الكرملين، محادثات اليوم الخميس، بأنها "استئناف" لمفاوضات السلام التي عُقدت في إسطنبول عام 2022 وسرعان ما انهارت، واتهمت موسكو أوكرانيا والغرب بالرغبة في استمرار القتال، بينما قالت كييف إن مطالب روسيا تُعدّ بمثابة إنذار نهائي وليست أمرًا يمكن للطرفين الاتفاق عليه.
يذكر أن الحرب أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من الجنود من كلا الجانبين وأكثر من 12 ألف مدني أوكراني، وفقًا للأمم المتحدة، ولا تزال مستمرة على طول خط المواجهة، الذي يبلغ طوله نحو 1000 كيلومتر (620 ميلًا). وتستعد القوات الروسية لهجوم عسكري جديد، وفقًا للحكومة الأوكرانية ومحللين عسكريين غربيين.