أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، طرح فكرته المثيرة للجدل الخاصة بمستقبل قطاع غزة، التي تتمحور حول أن تتولى الولايات المتحدة السيطرة على القطاع وتحويله إلى ما سماه "منطقة حرية"، خلال مائدة مستديرة للأعمال في العاصمة القطرية الدوحة، بحضور مسؤولين قطريين كبار وعدد من الصحفيين.
وقال ترامب خلال اللقاء: "إذا كان ذلك ضروريًا، فأعتقد أنني سأكون فخورًا بأن تتولى الولايات المتحدة المسؤولية، وأن تجعل غزة منطقة حرية. لنسمح ببعض الأمور الجيدة أن تحدث، ولنمنح الناس منازل آمنة، أما حركة حماس فيجب التعامل معها".
وأضاف ترامب: "لديَّ تصورات جيدة جدًا لغزة. تحويلها إلى منطقة حرية، وقيام الولايات المتحدة بدور فعّال هناك، قد يكون خطوة جيدة".
وأشار إلى أن القطاع يعاني منذ سنوات من "الدمار والموت"، مؤكدًا أنه يمتلك صورًا جوية تُظهر حجم الخراب.
وتابع: "لا يوجد مبانٍ قائمة تقريبًا، والناس يعيشون تحت أنقاض المنازل، وهذا غير مقبول".
تصعيد ميداني
تأتي تصريحات ترامب في وقت تشهد فيه غزة تصعيدًا عسكريًا كبيرًا، إذ أفادت وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس، باستشهاد ما لا يقل عن 103 فلسطينيين في ضربات جوية إسرائيلية على مناطق متفرقة من القطاع، من بينها مدينة خان يونس، مساء الأربعاء وحتى صباح الخميس.
ويزور ترامب حاليًا منطقة الخليج العربي، إذ تشمل جولته كلًا من السعودية وقطر والإمارات. وتزامنت تصريحاته مع استمرار المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس في الدوحة، بوساطة قطرية مصرية أمريكية، للتوصل إلى هدنة جديدة.
مواقف سابقة
وليست هذه المرة الأولى التي يطرح فيها ترامب فكرة السيطرة الأمريكية على غزة، إذ صرح في وقت سابق من فبراير الماضي، خلال مؤتمر صحفي جمعه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في واشنطن، بأن "الولايات المتحدة ستتولى المسؤولية عن قطاع غزة وستقوم بتفكيك جميع المتفجرات والأسلحة الخطرة في الموقع".
وأوضح ترامب حينها أن خطته تتضمن "تطوير القطاع، وخلق آلاف الوظائف، وتحويله إلى نموذج اقتصادي يحتذى به في الشرق الأوسط"، مشيرًا إلى رغبته في "امتلاك طويل الأمد" للقطاع لتحقيق الاستقرار في المنطقة بأكملها.
وفي يناير الماضي، صرّح ترامب للصحفيين على متن طائرة الرئاسة، بأنه يريد من الأردن ومصر استقبال الفلسطينيين، مقترحًا "تطهيرًا شاملاً" للقطاع، وهو ما قوبل برفض مصري وأردني وعربي واسع.