تصوير عمل أجنبي ومونتاجه بالكامل في مصر لأول مرة
تشارك مصر بجناح خاص في مهرجان كان السينمائي في دورته الـ 78، من خلال تحالف ثلاثي يجمع بين لجنة مصر للأفلام، ومهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ومهرجان الجونة السينمائي، بهدف تقديم مصر كسوق واعد ومؤثر في مجال تصوير الأعمال السينمائية الأجنبية.
في حديث لموقع "القاهرة الإخبارية" قال أحمد سامي بدوي، رئيس "لجنة مصر للأفلام" إن التحالف بين الكيانات الثلاثة جاء لتشكيل اتحاد قوي يمثل مصر، حيث سنقيم من خلاله حوارات نقاشية ونعرض نماذج لأعمال سينمائية أجنبية صُوّرت بالكامل في مصر، من بينها مسلسل "التحقيق مع الرئيس" الذي تم تصويره مؤخرًا، ويتناول فترة حكم صدام حسين وغزو أمريكا للعراق".
وأوضح بدوي أن الجناح المصري سيشهد جلسات نقاشية موسعة بحضور عدد من العاملين في تلك المشروعات، من بينهم مدير التصوير وأحد المنتجين من الجانب الأجنبي، والطرف المصري المنفذ للأعمال في مصر، مضيفًا: "كل طرف سيشارك بتجربته حول تصوير العمل في مصر، وسنتحدث عن التسهيلات والخدمات التي قدمتها مصر لتصوير هذه المشاريع، إلى جانب استعراض ما توفره الدولة من دعم إنتاجي ولوجستي".
وكشف بدوي عن ندوة خاصة ستُعقد داخل الجناح المصري لمناقشة الفيلم العالمي "ينبوع الشباب"، بمشاركة منتجه الأجنبي والمنفذ المصري، وذلك لعرض تجربتهما المشتركة في التصوير داخل مصر، وتسليط الضوء على التسهيلات التي ساعدت على إنجاز العمل بنجاح.
وتناول بدوي في حديثه تفاصيل مسلسل "التحقيق مع الرئيس" الذي صُوِّر بالكامل في مصر، قائلاً: "هذا المسلسل يعكس صورة مختلفة عن الرواية الأمريكية المعتادة، وكشف المخرج والمنتج الأمريكي ليزلي جريف أن سيناريو المسلسل عُرض على جميع الجهات المعنية، وأن العمل يُظهر صدام حسين في صورة قوية، كما يؤكد أن غزو العراق لم يكن مبررًا وأن الأسباب التي أُعلنت حينها لم تكن حقيقية".
وأضاف بدوي: "المسلسل مكوّن من 6 حلقات، مدة كل منها ساعة كاملة، واستغرق تصويره في مصر ما بين 6 إلى 7 أسابيع، سبقها أكثر من شهر من التحضيرات، وتم التصوير في عدد من المواقع المهمة مثل الحزام الأخضر، والمتحف الزراعي، وجاردن سيتي، إلى جانب أماكن أخرى، بعد الحصول على الموافقات الأمنية اللازمة من وزارة الداخلية، وتوفير سيارات إسعاف بمواصفات خاصة، ومعدات، وأسلحة، وطائرات هليكوبتر، ومدرعات، وهو عمل إنتاجي ضخم بكل المقاييس".
وأشار رئيس لجنة مصر للأفلام إلى أن المسلسل سيتم مونتاجه بالكامل داخل مصر، في سابقة هي الأولى من نوعها لعمل أجنبي يتم إنتاجه من الألف إلى الياء على الأراضي المصرية، موضحًا أن مشاهد أمريكا في المسلسل صُورت أيضًا داخل مصر، وهو ما يعكس قوة البنية التحتية السينمائية المصرية.
آلية مراجعة السيناريوهات
وحول دور لجنة مصر للأفلام في تقييم الأعمال الأجنبية قبل تصويرها، أوضح بدوي: "عندما يُعرض على اللجنة عمل أجنبي لتصويره في مصر، يتم تشكيل لجنة خاصة لمراجعة السيناريو بأدق تفاصيله، ويُعرض على كل الجهات المعنية في الدولة. هذه اللجنة تضم ممثلين عن جميع الجهات ذات الصلة، لضمان توافق العمل مع المعايير المصرية وضمان سيره بسلاسة دون عوائق".
واختتم "بدوي" تصريحاته بالتأكيد أن مصر أصبحت خيارًا مفضلًا لكبرى شركات الإنتاج العالمية، بفضل ما تتمتع به من خبرات بشرية، وبنية إنتاجية قوية، وتسهيلات كبيرة، إلى جانب الحوافز المشجعة، ما يجعلها وجهة مثالية لتصوير الأعمال الأجنبية، وفرصة حقيقية لتعزيز مكانتها كسوق واعد في صناعة السينما العالمية.