في خطابه الذي امتد لمدة 50 دقيقة، أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العديد من الرسائل حول الصراعات الإقليمية والعالمية ورؤية إدارته لحلها، من بينها البرنامج النووي الإيراني والحرب على غزة والصراع الروسي الأوكراني، بجانب مستقبل سوريا في ظل العقوبات الأمريكية، التي رسم من خلالها رؤية متفائلة لمستقبل الشرق الأوسط.
ووصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى العاصمة السعودية الرياض، في مستهل أول زيارة خارجية موسعة له منذ انتخابه رئيسًا للولايات المتحدة يناير الماضي، التي قرر أن تكون جولة في الشرق الأوسط تشمل زيارة السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر.
جيل جديد
كانت البداية برسائل شكر وجهّها ترامب، خلال حديثه في منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي، إلى قيادات المملكة العربية السعودية ودول الخليج، التي رأى أنها تعمل على تطوير بلدانها وتسعى لتحقيق رؤيتها الفريدة، ورسم مصائرهم بطريقتهم الخاصة، منتقدًا من وصفهم بـ"بناة الأمم" الذين دمروا دولًا أكثر مما بنوها.
ويرى ترامب أن مستقبل الشرق الأوسط يتحدد بالتجارة وليس بالفوضى، حيث يصدر التكنولوجيا وليس بالإرهاب، ويبني الناس من دول وأديان ومعتقدات مختلفة المدن معًا، وليس بقصف بعضهم البعض حتى يمحى من الوجود، مشيدًا بمن وصفهم الجيل الجديد الذي يحكم الشرق الأوسط.
وأبدى ترامب في رسالة أخرى أمله، الذي وصفه بالحلم والرغبة الصادقة، في أن تنضم المملكة العربية السعودية إلى اتفاقيات إبراهيم قريبًا، مشددًا على أن ذلك الأمر سيكون يومًا خاصًا في الشرق الأوسط، والعالم أجمع يراقب، عندما تنضم السعودية إليهم.
الصراع الوحشي في غزة
ثم تحدث ترامب عن سياساته الداخلية في الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة سياساته الاقتصادية وقضية الهجرة، حيث تطرق إلى الخطوات التي اتخذتها إدارته للقضاء على المعابر غير الشرعية على الحدود بين أمريكا والمكسيك، وتفاخر بأن معدلات التجنيد في الجيش الأعلى منذ وصوله.
وحول الصراع الوحشي الذي تشنّه إسرائيل على المدنيين في قطاع غزة بحجة القضاء على حماس وتحرير المحتجزين، أكد ترامب أنه يعمل على إنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس في أسرع وقت ممكن، مشيرًا إلى أنه لا يوجد مكان في العالم يعامل فيه الناس بفظاعة مثل قطاع غزة.
وشدّد الرئيس الأمريكي، على أن تحسين حياة الفلسطينيين في غزة لا يمكن أن تحدث طالما اختار قادتهم اختطاف وتعذيب واستهداف الرجال والنساء الأبرياء لأغراض سياسية على حد زعمه، مشيدًا في الوقت ذاته بالمفاوضات التي أفضت إلى إطلاق سراح المحتجز الأمريكي المزدوج الجنسية عيدان ألكسندر.
بالتوفيق يا سوريا
وفي تحول كبير في سياسته الخارجية، أعلن الرئيس الأمريكي عن خططه لإنهاء العقوبات المفروضة على سوريا، التي كانت سارية خلال الحرب الأهلية الدموية، والعمل على تطبيع العلاقات مع الحكومة الجديدة في البلاد التي يقودها أحمد الشرع، الذي من المنتظر أن يقابله غدًا.
ويرى ترامب أنه بتلك الخطوة التي قال إنه اتخذها من أجل ولي العهد السعودي بعد مناقشة الأمر معه، من أجل إعطاء فرصة لسوريا للنجاح، وعلى الرغم من أن تلك العقوبات كانت قاسية ومعيقة لأي عمليات تنمية، إلا أنها كما يشير ترامب أدت وظيفتها بنجاح، لكن حان الوقت لسوريا وشعبها للتألق وقال نصًا: "بالتوفيق يا سوريا.. أرونا شيئًا مميزًا للغاية".
النووي وأكرانيا
وخصّص ترامب جزءًا من خطابه في منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي، لانتقاد الجمهورية الإيرانية، التي قال إنها تتسبب في معاناة لا يمكن تصوره، في العديد من بلدان المنطقة، مشيرًا إلى أنه في الوقت الذي يقومون فيها ببناء أطول ناطحات السحاب في العالم في جدة ودبي، تنهار معالم طهران التي بنيت عام 1979 إلى أنقاض وغبار.
ودعا الرئيس الأمريكي إيران إلى اتخاذ مسار جديد، وتعهد بأن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران أبدا بإنتاج سلاح نووي، وفي الوقت نفسه أكد أنه لم يأت من أدل انتقاد القادة الإيرانيين فقط، لكن لتقديم ما وصفه بالمسار الجديد والأفضل بكثير نحو مستقبل أفضل، مهددًا بممارسة أقصى قدر من الضغط الهائل كآخر خيار، إذا رفض قادة إيران الاتفاق النووي معهم.
وحول الصراع الأوكراني الروسي، يعمل ترامب كما يقول بلا هوادة من أجل إنهاء إراقة الدماء، مؤكدًا أن وزير الخارجية ماركو روبيو سيكون من بين كبار المسؤولين الأمريكيين الذين يسافرون إلى تركيا لإجراء محادثات الخميس المقبل بين روسيا وأوكرانيا، بشأن إنهاء الحرب.