الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بالولايات المتأرجحة والمعاقل الجمهورية.. انخفاض تاريخي في شعبية ترامب

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

كشف استطلاع رأي حديث أجرته مؤسسة "سيفيكس" (Civiqs)، شمل أكثر من 24 ألف مشارك، عن انخفاض غير مسبوق في شعبية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد أقل من أربعة أشهر من توليه منصبه، إذ سجل معدلات موافقة سلبية في معظم الولايات المتأرجحة، وحتى في بعض معاقل الجمهوريين التقليدية.

تراجع بالولايات المتأرجحة والمعاقل الجمهورية

وفقًا للاستطلاع الذي أُجري في الفترة بين 20 يناير و8 مايو 2025، فإن صافي معدل الموافقة على أداء الرئيس ترامب انخفض إلى ما دون الصفر في سبع ولايات متأرجحة، وهي: بنسلفانيا، ميشيجان، ويسكونسن، جورجيا، كارولاينا الشمالية، أريزونا، ونيفادا.

وأشارت صحيفة "نيوزويك" الأمريكية إلى أن التراجع طال حتى ولاية تكساس، التي سجلت معدل موافقة سلبيًا بنسبة -2%، رغم أنه فاز فيها بنسبة 56.1% من الأصوات في انتخابات 2024، الأمر الذي يُعد مفاجأة سياسية كبيرة نظرًا لكونها أحد أهم معاقل الحزب الجمهوري تاريخيًا.

كما أظهرت النتائج أن نسب الموافقة على أداء ترامب في ولايات مثل فلوريدا وأوهايو لم تتجاوز 50%، حيث بلغت في فلوريدا 48% (بالتساوي مع نسبة عدم الموافقة)، وفي أوهايو 49% مقابل 47% نسبة عدم الموافقة.

انحسار الدعم بين الشباب

ولفت استطلاع "سيفيكس" إلى تراجع حاد في شعبية ترامب بين الفئات العمرية الشابة، حيث سجل نسبة رفض مرتفعة بلغت 63% بين الأمريكيين في الفئة العمرية 18-34 عامًا، و58% بين الفئة العمرية 35-49 عامًا.

في المقابل، حافظ على معدل موافقة يبلغ 51% في الفئة العمرية 50-61 عامًا، لكنه انخفض مرة أخرى إلى 48% بين المواطنين من عمر 65 عامًا فما فوق.

ويعزو خبراء السياسة هذا التراجع في الشعبية إلى عدة عوامل، أبرزها الفجوة بين الوعود الانتخابية والواقع الاقتصادي.

وفي هذا الإطار، صرّح الدكتور توماس جيفت، أستاذ العلوم السياسية المشارك في جامعة كوليدج لندن، لصحيفة "نيوزويك" قائلًا: "تُظهر معظم استطلاعات الرأي تراجع دعم ترامب بين الناخبين المستقلين. تعهد ترامب بعصر ذهبي جديد لأمريكا – مع خفض فوري لأسعار البيض والغاز، وإنهاء الحرب في أوكرانيا خلال 24 ساعة، وتجديد وطني شامل. عندما لا يتم الوفاء بهذه الوعود، سيشعر بعض الناخبين حتمًا بالندم على خيارهم".

المخاوف الاقتصادية

أظهر استطلاع أجرته مؤسسة "نافيجيتور ريسيرش" في أواخر أبريل 2025 أن صافي معدل الموافقة على أداء ترامب الاقتصادي قد انخفض إلى أدنى مستوى له منذ بدء التتبع، حيث سجل -16 نقطة، بموافقة 40% ورفض 56%، كما سجل معدلًا سلبيًا بلغ -29 نقطة فيما يتعلق بمعالجته للتضخم.

ويرى محللون اقتصاديون أن التعريفات الجمركية العالمية التي فرضها ترامب، قد أدت إلى ارتفاع أسعار السلع في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وخلقت ارتباكًا ماليًا وصعوبات للشركات الصغيرة، مما يتناقض مع وعوده الانتخابية بخفض التكاليف على المستهلكين "منذ اليوم الأول" لرئاسته.

وكشف استطلاع أجرته "ديسيجن ديسك إتش كيو/نيوزنيشن" عن أن المخاوف الاقتصادية تتزايد بين الأمريكيين، حيث أشار إلى أن 82% من الناخبين أصبحوا قلقين الآن بشأن احتمال حدوث ركود اقتصادي، وذلك بعد أقل من أربعة أشهر من بداية رئاسة ترامب.

انتقادات لإدارة كفاءة الحكومة

لاقت إدارة كفاءة الحكومة (DOGE)، التي يرأسها الرئيس التنفيذي لشركة "سبيس إكس"، إيلون ماسك، انتقادات واسعة من الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء.

وذكرت "نيوزويك" أن النواب الجمهوريين يواجهون احتجاجات من ناخبين غاضبين يتساءلون عن سبب قيام هذه الإدارة بفصل آلاف الموظفين الفيدراليين، بمن فيهم حراس المتنزهات الوطنية والعلماء النوويون.

التداعيات السياسية المستقبلية

رغم التراجع الكبير في شعبية ترامب، أظهر الاستطلاع أن 90% من المستطلَعين الجمهوريين ما زالوا يدعمون الرئيس، مما يعني أن قاعدته الحزبية لا تزال متماسكة، إلا أن ذلك قد لا يكون كافيًا للحزب الجمهوري في انتخابات التجديد النصفي القادمة عام 2026.

وفي هذا السياق، صرّح الدكتور جيفت للصحيفة: "تميل انتخابات التجديد النصفي تاريخيًا إلى تفضيل الحزب خارج السلطة. وبالجمع بين ذلك وأرقام الموافقة المتراجعة لترامب، قد يستعد الجمهوريون لخسائر كبيرة في 2026".

وتشير "نيوزويك" إلى أن ترامب لا يمكنه الترشح لفترة ثالثة، إلا أن تداعيات تراجع شعبيته قد تكون لها آثار بعيدة المدى على مستقبل الحزب الجمهوري، في المقابل، سيسعى الحزب الديمقراطي لاستغلال هذه الفرصة واستقطاب الأمريكيين المحبطين من الولايات المتأرجحة استعدادًا للانتخابات الرئاسية لعام 2028.