الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بجمع دبابات وأسلحة ثقيلة.. أوكرانيا تستعد للهجوم الروسي الثاني

  • مشاركة :
post-title
الدبابة تي 72 الأوكرانية من الحقبة السوفيتية

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

تزايدت احتمالات التصعيد للحرب في أوكرانيا، التي تستعد قواتها المتمركزة على بعد بضعة كيلومترات من الحدود مع بيلاروسيا، لهجوم كبير قد تشنه موسكو بعد انتهاء فصل الشتاء، إذ رصدت شبكة "سى. إن. إن" الأمريكية، قوات برية أوكرانية مدعومة بدبابات "تى-72" التي تمتلكها أوكرانيا منذ الحقبة السوفيتية، تشق طريقها بين الأبنية المهجورة في مدينة "بريبيات"، مع مركبات عسكرية "بيك أب" مدعومة برشاشات ثقيلة وصواريخ مضادة للطائرات، لمساعدة الأوكرانيين لصد الهجمات الروسية بمُسيرات، أحدثت دمارًا واسعًا للبنية التحتية لمنشآت الطاقة في أوكرانيا.

مرحلة الدبابات

وحسب ما ذكرت "سى. إن. إن"، يعتقد الجنرال سيرجي ناييف، من الجيش الأوكراني، أن المرحلة المقبلة من الحرب ستكون حول الدبابات، والمقصود هنا ليست "تى -72"، لكن الأسلحة الثقيلة الأحدث مثل "ليوبارد 2" الألمانية، و"تشالينجر" البريطانية، ويقول المسؤولون الأوكرانيون إنهم في حاجة إلى مئة دبابة، ليس للدفاع عن مواقعهم الحالية فحسب، بل لصد هجوم للقوات الروسية في الشهور المقبلة.

ونقلت الشبكة الأمريكية عن" ناييف" قوله: "بالطبع، نحن بحاجة إلى عدد كبير من الدبابات الغربية، لأنها أفضل بكثير من تلك الطرازات السوفيتية، وقد تساعدنا في إحراز تقدم في ميدان المعركة". ولفت "ناييف" إلى أن الجيش الأوكراني يعمل حاليًا على إنشاء وحدات عسكرية جديدة، وهو ما يجعل المساعدات العسكرية الغربية أمر مهم للغاية.

وتابع تقرير الشبكة الأمريكية أن المطلب الرئيسي للأوكرانيين هو الحصول على الدبابة "ليوبارد 2" التي من السهل نسبيًا الحصول عليها وتشغيلها، خاصّة أن دول عدة في حلف شمال الأطلسي "الناتو" تعتمدها في الخدمة، حيث تعلق القيادة العسكرية والسياسية في أوكرانيا، آمالًا عريضة على الحلفاء في اجتماعهم الذي عقد الجمعة الماضية في قاعدة "رامشتاين" بألمانيا، في منح الضوء الأخضر لتسليم الدبابات الألمانية، لكن برلين لا تزال مترددة في الموافقة على تزويد كييف بتلك الأسلحة الثقيلة، خشية استفزاز موسكو.

وتحدث وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، بعد اجتماع رامشتاين، قائلًا إنه ونظيره الألماني بوريس بيستوريوس أجريا محادثات صريحة حول "ليوبارد 2"، واتفقا على استمرار المحادثات في هذا الشأن، كما أبلغ مخايلو بودولياك، مستشار الإدارة الرئاسية الأوكرانية، "سى. إن إن"، بعد اجتماع رامشتاين: "أصابتنا خيبة الأمل، نحن نتفهم أن بعض الدول لديها تحفظات.. لكن كلما تباطأ الأمر، سقط المزيد من القتلى في صفوف الجنود والمدنيين.. من المهم أن تتخذ ألمانيا موقع الريادة هنا."

ولفت "بودولياك" إلى أن ما بين 300 و400 دبابة "ليوبارد 2" قدراتها القتالية تفوق ما بين ألفين إلى ثلاثة آلاف دبابة من الفترة السوفيتية التي بحوزة الجيش الأوكراني، وفي نفس الوقت، يقول المسؤولون الأوكرانيون إنهم استنفذوا قطع الغيار للدبابات من الفترة السوفيتية التي بحوزتهم حاليا، وإنهم يسعون لتوفيرها من دول أخرى من الكتلة السوفيتية السابقة.

الهجوم الروسي الثاني

وتشير "سى. إن. إن" إلى تخوف الأوكرانيين أن الهجوم الروسي الثاني قد يبدأ في غضون شهرين، وذكرت الشبكة الإخبارية إن 150 ألف روسي انضموا للخدمة في الخريف الماضي، جرى تدريبهم ومن المحتمل اندماجهم مع وحدات الاستعداد القتالي بحلول الربيع، وبالنسبة للأوكرانيين، فإنهم يخوضون سباقًا مع الوقت للحصول على الأسلحة الثقيلة ومنها الدبابات الجديدة من الحلفاء الغربيين.

ومن الصعب أن تحصل كييف على الدبابة "أبرامز إم 1" أمريكية الصنع، رغم فاعليتها القتالية، وذلك وفق ما قاله "كولين كاهل" المستشار السياسي البارز في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، مشيرا إلى أن تلك الدبابة باهظة الثمن، كما من الصعب التدريب عليها، لأنها مزودة بمحرك نفاثة.

ويعتقد الخبراء أيضًا أن الدبابات الألمانية قد تحدث فرقًا حقيقيًا، ونقلت "سى. إن. إن" عن جاك واتلينج، الزميل البحثي الكبير في المعارك البرية "لاند وارفير" بالمعهد المتحد الملكى "رويال يونايتد انستيتيوت"، إن "ليوبارد 2" حديثة، ومصممة خصيصا كدبابة قتالية مزودة بأجهزة استشعار جيدة، الاعتماد عليها في القتال أكثر سهولة من التصميمات الأخرى لدى دول الناتو مثل "تشالينجر 2" البريطانية، كما أن هناك خط إنتاج موجود حاليًا لتزويد "ليوبارد 2" بقطع الغيار.

خطوط المواجهة

وكشف العديد من مسؤولي الجيش الأوكراني عن رغبتهم في أخذ المبادرة على خطوط المواجهة، قبل أن تعزز روسيا خطوطها ومجموعاتها المقاتلة. والخطوط الأمامية هي الطريق الممتد من الحدود الروسية في الشمال الشرقي وحتى البحر الأسو، وقد تُركت قليلًا منذ التقدم الذي أحرزه الأوكرانيون في خاركييف في الخريف، وقال مستشار الإدارة الرئاسية الأوكرانية "بودولياك"، إن الإسراع في تسليم الدبابات الحديثة سيحصر الحرب في الداخل الأوكراني، في المناطق المحتلة. وأضاف إن كييف تحتاج الدبابات لتحرير الأراضي بسرعة، وتوقع أن الروس سيجلبون المزيد من القوات والمعدات السوفيتية القديمة".

واختتمت "سي. إن. إن" تقريرها بأن الروس في إطار استعدادهم لشن هجوم كبير على أوكرانيا في المستقبل القريب، يبدو أنهم يحاولون حماية مخزونات الأسلحة وكثافات القوات بوضعهم بعيدًا عن الخطوط الأمامية، وقد تكون في أماكن أبعد من مدى صواريخ "هيمارس" الأمريكية، التي استخدمتها كييف بفاعلية ضد مثل تلك الأهداف.