أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي أمرًا يفرض على الجنود النظاميين الخدمة الاحتياطية 4 أشهر إضافية بعد انتهاء خدمتهم، وذلك لتعويض النقص في قواته، بسبب استمرار الحرب على غزة، وفق ما أفادت به وسائل إعلام إسرائيلية.
وكشف جيش الاحتلال، عن أن لديه نقصًا بنحو 10 آلاف جندي بسبب استمرار الحرب، وعدم فاعلية مساعي تجنيد المتدنيين المتشددين "الحريديم".
ومن جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق نفتالي بينيت، إن الحكومة الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو، تمنع تجنيد الحريديم، ما يحرم الجيش من أداة النصر الأساسية وهي الجنود، على حد وصفه.
وأضاف بينيت، أن التعثر الإسرائيلي في غزة يعود بشكل مباشر إلى سياسة الحكومة التي تعرقل تعزيز قدرات الجيش، مؤكدًا أن إسرائيل لم تكن يومًا بحاجة إلى هذا العدد الكبير من الجنود كما هو الحال اليوم.
فيما قدّر بينيت أن جيش الاحتلال يعاني حاليًا نقصًا بنحو 20 ألف جندي.
وتتصاعد الضغوط على الحكومة الإسرائيلية لإلزام الحريديم بالدخول في الخدمة العسكرية، ونقلت هيئة البث الإسرائيلية اليوم عن المحكمة العليا أنها طالبت الحكومة بتوضيح سبب عدم إصدار أوامر تجنيد للحريديم بما يلبي حاجة الجيش.
كما نشر مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي لشؤون الحريديم تسريبًا صوتيًا، كشف فيه عن خلافات داخل الحكومة حول قانون تجنيد الحريديم، ما أعاد تسليط الضوء على هذه القضية الحساسة.
ويرى "الحريديم" أن خدمتهم في الجيش الإسرائيلي تتعارض مع تعاليمهم الدينية، ومن جهة أخرى، يعارض بعض قادة الحكومة -مثل وزير الأمن الإسرائيلي السابق، أفيجدور ليبرمان- هذا الإعفاء، معتبرين أن الجميع يجب أن يتحمل المسؤولية العسكرية من دون استثناء، الأمر الذي أدى إلى توتر في الائتلاف الحكومي.
وتفاقمت المشكلة مؤخرًا بسبب نقص أعداد الجنود في الجيش الإسرائيلي، خاصة مع توسع العمليات العسكرية في قطاع غزة، ولوحظ في الآونة الأخيرة تزايد أعداد الجنود الاحتياطيين الذين يرفضون العودة إلى الخدمة، ما دفع الجيش إلى محاولة تجنيد الحريديم لسد هذا العجز، ومع ذلك لا تزال استجابتهم ضعيفة.
وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، نقلت عن مصادر عسكرية إسرائيلية، في مارس الماضي، بأن جيش الاحتلال يعاني نقصًا كبيرًا في الجنود، بسبب امتناع عدد منهم من العودة إلى وحداته مع استئناف الحرب على قطاع غزة.
وقال ضابط كبير في لواء احتياط مدرع بالجيش الإسرائيلي للصحيفة، إنه "يكافح لملء الصفوف".
وأضاف الضابط الذي قررت الصحيفة عدم الكشف عن اسمه: "هناك تحدٍ كبير في استدعاء جنود الاحتياط، الوضع ليس كما كان قبل عام، الجنود ببساطة لا يستجيبون"، وحذر الضابط من تزايد الأعباء على الجنود الحاليين لأن العدد لا يسمح بالتناوب، بسب انخفاض عدد الجيش بنسبة 30%.
وقال ضابط آخر في جيش الاحتلال إن الجنود يحتجون على أوامر الاستدعاء، مضيفًا: "عادة ما تنتهي مكالماتي مع جنود الاحتياط بسرعة، بمجرد أن يعرفوا من يحدثهم يقولون إنهم ليسوا قادرين على الحضور".
وقبل أسبوعين، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، النقاب عن رسالة "خلف الكواليس" من رئيس أركان جيش الاحتلال أيال زامير، يشكو فيها من "نقص كبير في عدد المقاتلين بالجيش".
وقال "زامير"، في رسالته للمستوى السياسي الإسرائيلي: "يوجد نقص كبير في عدد المقاتلين بالجيش، وهذا لن يُمكن من تحقيق كامل التطلعات في قطاع غزة".