أعلنت دولة الفاتيكان، اليوم الاثنين، وفاة البابا فرنسيس، بعد أزمة صحية ألمت به، لتنتهي مسيرة 12 عامًا قضاها على الكرسي الباباوي، عندما انتُخب في 2013، كأول بابا من نصف الكرة الغربي، والأول من أمريكا الجنوبية.
وتوفي بابا الفاتيكان عن عمر ناهز 88 عامًا، بعد أزمة صحية أُدخل على إثرها مستشفى جيميلي، 14 فبراير الماضي، بسبب نوبة التهاب شعبي تطورت إلى التهاب رئوي مزدوج.
وعانى البابا فرنسيس، طيلة الأشهر القليلة الماضية، مشكلات تنفسية استدعت بقاءه لأكثر من 35 يومًا تحت الملاحظة الطبية المستمرة.
وعاد البابا فرنسيس - 88 عامًا - إلى الفاتيكان، مع نهاية مارس، بعد أخطر أزمة صحية تعرض لها منذ تولى منصبه كبابا للفاتيكان قبل 12 عامًا، وظهر البابا بشكل مفاجئ، أمس الأحد، مُهنئًا آلاف الأشخاص الذين تجمعوا للاحتفال بعيد الفصح.
رحلة البابا
ولد خورخي ماريو بيرجوليو، الذي عُرف فيما بعد بـ"البابا فرنسيس"، 17 ديسمبر 1936 في مدينة بوينس آيرس، بالأرجنتين، وكان ابنًا لمهاجرين إيطاليين، وبعد دراسته في المدرسة الثانوية أصبح فنيًا كيميائيًا، وعمل لفترة وجيزة في صناعة تجهيز الأغذية.
والتحق "فرنسيس" بالرهبنة عام 1958، ثم تحول إلى الأكاديميين، ودرس العلوم الإنسانية في سانتياجو بدولة تشيلي، وحصل على ليسانس (ما يعادل درجة الماجستير) في الفلسفة بمقاطعة بوينس آيرس.
دراسة الأدب وعلم النفس
بعد التخرج، درس "فرنسيس" الأدب وعلم النفس بالمدرسة الثانوية في أثناء حصوله على شهادة في اللاهوت، ورُسم كاهنًا عام 1969، وأدى نذوره الأخيرة في الرهبنة عام 1973، وشغل بعد ذلك منصب رئيس مقاطعة في الأرجنتين (1973-1979).
في ثمانينيات القرن العشرين، عمل البابا فرنسيس مُدرّسًا في معهد ديني وعميدًا، وأكمل دراساته العليا في اللاهوت بألمانيا، عام 1992، وعُيّن أسقفًا مساعدًا لبوينس آيرس، ثم رئيس أساقفتها (المنصب الذي شغله حتى انتخابه بابوية)، عام 1998، ورُسِّم كاردينال، عام 2001.
شهرة واسعة بالتواضع
اكتسب بيرجوليو سمعة عامة بالتواضع، إذ كان يعيش في شقة بسيطة بوسط المدينة بدلًا من منزل رئيس الأساقفة، ويتنقل بوسائل النقل العام أو سيرًا على الأقدام بدلًا من سيارة ليموزين مع سائق، أصبح مدافعًا صريحًا عن الفقراء مروجًا بمهارة لموقف الكنيسة من القضايا الاجتماعية في اجتماعاته مع المسؤولين الحكوميين.
وفي فبراير 2013، استقال البابا بنديكتوس السادس عشر، مُشيرًا إلى كبر سنه ومشكلات صحية، وانعقد مجمع في أوائل مارس، ما بعث الآمال في انتخاب خليفة بنديكتوس وتنصيبه قبل عطلة عيد الفصح الوشيكة.
انتُخب بيرجوليو في الجولة الخامسة، واختار اسم فرانسيس، تكريمًا للقديس فرانسيس الأسيزي "1181/82-1226"، الذي عاش حياة متواضعة في خدمة الفقراء، ومُذكرًا أيضًا بالقديس فرانسيس كزافييه (1506-1552)، أحد الأعضاء المؤسسين للرهبنة اليسوعية.
ماذا بعد وفاة البابا؟
سيتم اختيار زعيم جديد للكنيسة الكاثوليكية في انتخابات يتنافس فيها الكرادلة التقدميون والمحافظون على السيطرة على المؤسسة الدينية الأكبر بالعالم الغربي، التي تضم مليار كاثوليكي حول العالم.
وفي الوقت الحالي، يتولى هذا المنصب الكاردينال كيفين فاريل - المولود في إيرلندا - ووفقًا لهذا التقليد، سيكون هو الذي يزور جثمان البابا فرانسيس، في مصلى خاص به وينادي باسمه لإيقاظه.