بعد غياب امتد ثلاث سنوات بسبب جائحة "كوفيد-19"، يجتمع القادة العرب بالجزائر العاصمة في يوم يمثل تاريخًا استثنائيًا بالنسبة للجزائريين، كونه يصادف ذكرى اندلاع الثورة الجزائرية المجيدة، إذ ستعكف هذه القمة على إرساء أرضية صلبة للعمل العربي المشترك، والذي أصبح "خيارًا لا مفر منه"، لمواجهة أجندات خارجية، وظروف إقليمية ودولية حرجة، لم تسلم من تداعياتها المنطقة العربية بأكملها.
على مدار اليوم وغدًا، ستكون الجزائر ملتقى للقادة العرب، في قمة تحمل شعار "لم الشمل"، يسعون من خلالها إلى صياغة رؤية توافقية تجاه الملفات العالقة، والتقريب بين وجهات النظر بشأنها، مع مناقشة كيفية حل القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
ومما يجعل من القمة المقبلة حدثًا متفردًا، انعقادها بعد جمع الجزائر للفصائل الفلسطينية على طاولة واحدة، وتوقيعها على "إعلان الجزائر"، المنبثق عن مؤتمر "لم الشمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية"، والذي جاء ليتوج مسارًا طويلًا قطعته الجزائر في محاولات "لم تهدأ ولم تكل" لوضع حد لانقسام فلسطيني دام 16 عامًا.
وبتركيزها على مسألة لم الشمل، تسجل الجزائر رغبتها الصريحة في تجاوز البيانات والخطابات، والعمل فعليًا على ترتيب البيت العربي، استنادًا إلى رابط وحدة المصير في مواجهة وضع راهن يزداد تأزمًا يومًا تلو الآخر.
وأهلت كل هذه العوامل الجزائر لأن تكون السباقة دائمًا في مساعي التسوية والتهدئة، خاصة وأنها "تكن الاحترام للجميع" ما يجعلها "الأولى بجمع الشمل والاضطلاع بدور الوساطة في حل بعض النزاعات، مثلما أكد عليه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في أكثر من مناسبة.