كشفت جامعة الدول العربية أن الحرب غير المتكافئة في قطاع غزة أودت بحياة 209 صحفيين منذ 7 أكتوبر عام 2023، معتبرة أن هذه الاستهدافات المروعة لم يسبق لها مثيل في تاريخ الحروب، إلى جانب الممارسات التعسفية الممنهجة والمتعمدة لسلطات الاحتلال الإسرائيلي في حق الصحفيين من قبيل الإبعاد والاعتداء الجسدي وحجز ومصادرة المعدات وحجب المواقع ومنع استخدام الإنترنت.
وأشار السفير أحمد رشيد خطابي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، في بيان بمناسبة إحياء "يوم الإعلام العربي" الذي يصادف 21 أبريل من كل عام، إلى أن فظاعة هذه التصرفات الشنيعة في حق الصحفيين تطرح تساؤلات حول إشكالية الضمانات الضرورية لمزاولة المهام الصحفية في بيئة آمنة، وإيجاد الآليات الكفيلة بتنفيذ مقتضيات حماية الصحفيين في زمن النزاعات المسلحة، وإدخال ضوابط وإصلاحات جوهرية عليها في اتجاه تعزيز هذه الترسانة القانونية، بما في ذلك بروتوكولات جنيف والاتفاقية الدولية الخاصة بسلامة الصحفيين والمهنيين الإعلاميين، وقرارات الأمم المتحدة ومنظمة "اليونسكو" ذات الصلة.
ودعا وسائل الإعلام وشبكات ومنصات التواصل الاجتماعي في المنطقة العربية وعبر العالم، إلى مزيد من التضامن مع مكونات الإعلام الفلسطيني باعتباره واجهة أساسية في ملحمة الصمود الفلسطيني ضد التجويع والترويع ورفض التهجير، مثمنًا الجهود المضنية للإعلام الفلسطيني في نقل حقائق الأوضاع الكارثية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بقدر عال من المهنية والبأس ونكران الذات، مما ساهم في توعية أصحاب الضمائر الحية بخطورة الوضع وتفنيد الرواية الإسرائيلية الزائفة.
وأشار إلى أن "يوم الإعلام العربي" لهذا العام يأتي في سياق استمرار العدوان الإسرائيلي والحصار المفروض على قطاع غزة وما خلفه من آلاف الضحايا والجرحى والمفقودين والدمار للمنشآت الخاصة والعامة والمرافق الصحية والتعليمية والاجتماعية في خرق سافر وجسيم لأحكام القانون الدولي الإنساني بشأن حماية المدنيين، لا سيما الفرق الطبية والإسعاف والعاملين في المجال الصحفي والإعلامي، لافتا إلى أن اختيار شعار "الشباب والإعلام الجديد" لجائزة التميز الإعلامي عن عام 2025 يمثل فرصة للإعلاميين والمؤثرين وصناع المحتوى للمشاركة في تسليط الضوء على بشاعة هذه الحرب المدمرة ونقل صورتها المأساوية الحقيقية.
يشار إلى أن جامعة الدول العربية تحيي في 21 أبريل من كل عام "يوم الإعلام العربي" تنفيذًا لقرار مجلس وزراء الإعلام العرب الذي صدر في هذا الشأن خلال دورته العادية السادسة والأربعين، وذلك تماشيا مع أهداف ميثاق جامعة الدول العربية، بما يمثل نافذة لصناع السياسة الإعلامية في المنطقة العربية لصياغة سياسات تنظم عمل وسائل الإعلام، فضلا عن التشجيع على التميز والابتكار واستحداث أشكال جديدة للترابط الإعلامي العربي، لمعالجة القضايا المتصلة بواقع الإعلام العربي.