الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

رئيس الوزراء المصري: التطورات الإقليمية تؤكد أهمية قناة السويس للعالم

  • مشاركة :
post-title
رئيس مجلس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي

القاهرة الإخبارية - أحمد الضبع

أكد رئيس مجلس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي، اليوم الأربعاء، أن هيئة قناة السويس المصرية شهدت جهودًا مُستمرة لا تتوقف، مُحققة طفرة في مشروعات تطوير المجرى الملاحي بالقناة بتعميق مناطق الانتظار في مدخلي القناة الشمالي والجنوبي، وإنشاء جراجات للطوارئ، وشمعات رباط عملاقة لربط السفن، ثم المشروع الأضخم بتطوير القطاع الجنوبي للقناة، الذي لم يشهد أي تطوير منذ عام 1990، نتيجة للصعوبات والتحديات المُرتبطة بطبيعة التربة الصخرية شديدة الصلابة في تلك المنطقة.

وأشار "مدبولي"، في كلمته باحتفالية الهيئة العامة لقناة السويس بـ"يوم التفوق"، إلى أنه على الرغم من التحديات المُختلفة التي واجهتها ولا تزال تواجهها قناة السويس، فإن الدعم المُستمر والمُتواصل من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وتوافر القدرات والإمكانات البشرية والفنية لدى الهيئة العريقة، كان الدافع الرئيسي لنجاح الهيئة في اجتياز المواقف الصعبة وتخطي الأزمات المتتالية.

وتابع: "نُعاني اليوم من أزمة أمنية غير مسبوقة في منطقة البحر الأحمر، التي كان لها بالغ الأثر في تراجع مُعدلات الملاحة بالقناة وتراجع الإيرادات المُحققة، رغم أن مُسببات الأزمة لا ترتبط بالأساس بقناة السويس، وهو ما يُشكل عبئًا على مصالح الدولة المصرية باعتبار القناة أحد أهم مصادر النقد الأجنبي".

وفي السياق ذاته، أوضح "مدبولي" أن الدولة المصرية أبدت مُنذ اليوم الأول للأزمة تفهمًا للتداعيات السياسية والاقتصادية، ولم تنخرط في اتخاذ أي إجراءات تتعارض مع دورها الإقليمي، بل على العكس، عملت على اتخاذ خطوات فعّالة نحو حل جذور ومسببات الأزمة سياسيًا، وتعويض الآثار الاقتصادية السلبية الناجمة عنها باتخاذ خطوات فعلية نحو تعزيز الاستثمارات، وتوطين الصناعات الثقيلة، ومُواكبة التوجه العالمي للطاقة النظيفة والمُتجددة، وتنمية أنشطة الجذب السياحي وغيرها من الأنشطة التي تتضمنها خطة الدولة المصرية، وفي القلب منها قناة السويس والمنطقة الاقتصادية للقناة.

واستكمل رئيس الوزراء المصري، قائلًا: "ومن هذا المنطلق، فإننا نشهد اليوم بالفعل تحولًا جذريًا في أنشطة وخدمات قناة السويس وحجم شراكاتها وانفتاحها على العالم، لتتحول من هيئة ملاحية معنية بالأساس بإدارة المرفق الملاحي لقناة السويس إلى هيئة متعددة الأنشطة والخدمات البحرية واللوجيستية المختلفة".

وأضاف أن قناة السويس بدأت في استحداث خدمات جديدة والتوسع بها، كخدمات صيانة وإصلاح السفن بترسانات الهيئة، وخدمات الإسعاف البحري وتبديل الأطقم البحرية، وأيضًا خدمة جمع وإزالة المُخلفات من السفن العابرة للقناة بطريقة آمنة ومُستدامة، تتناسب مع جهود الهيئة للتحول الأخضر بحلول عام 2030.

وقال: "كنت شاهدًا على بدء توقيع اتفاق التعاون المشترك بين هيئة قناة السويس وشركة "آنتيبوليوشن" اليونانية لتقديم خدمة الجمع الآمن لمخلفات السفن العابرة للقناة، واليوم نشهد ثمار تلك الجهود بتواجد تلك الخدمة وإعلانها وتقديمها بأيادٍ مصرية وبتقنيات متطورة صديقة للبيئة".

وتابع: "تُجسد هذه الشراكة نجاحًا تتجلى معه جهود الدولة المصرية بالتوسع في جذب الاستثمارات الأجنبية وعقد شراكات مع الشركات العالمية الكبرى، وهي دعوة جادة نتمنى من خلال سفراء دول الاتحاد الأوروبي وشركاء النجاح من الجهات المعنية بصناعة النقل البحري والخدمات البحرية واللوجيستية استثمارها، لتكون قناة السويس والمنطقة الاقتصادية للقناة منصة عالمية للخدمات البحرية واللوجيستية".

وخلال كلمته، أوضح رئيس الوزراء المصري، أن قناة السويس تعمل بشكل مُتوازٍ على تعزيز الشراكات الوطنية لتوطين صناعة بناء الوحدات البحرية واليخوت السياحية من خلال مصنع مصر للقاطرات، وشركة قناة السويس للقوارب الحديثة ضمن المنطقة الحرة بسفاجا، بالشراكة مع شركة ترسانة جنوب البحر الأحمر.

كما أضاف "مدبولي"، أن هذه جهود مستمرة على مختلف الأصعدة للخروج من عُنق الزجاجة لآفاق أرحب من التطوير والتحديث والتنمية بقناة السويس والمنطقة الاقتصادية المحيطة بها، بما يُشكل الضمانة الحقيقية لريادة القناة وتعظيم دورها ومكانتها العالمية مهما تصاعدت حدّة التحديات المحيطة.

وفي ختام كلمته، قال رئيس الوزراء المصري: "إنني سعيد بتواجدي في هيئة قناة السويس بالتزامن مع احتفالها "بيوم التفوق"، وأفخر بأن يكون تاريخ وحاضر القناة دائمًا مُلهمًا ومُضيئًا حتى في أشدّ وأصعب الأوقات، وأجدها فرصة لتوجيه تحية شكر واعتزازٍ وتقديرٍ لجهود كل العاملين بالهيئة، متعهدًا بتقديم مختلف أوجه الدعم اللازم لتظل القناة شريانًا للخير والرخاء للعالم أجمع، وأمانة تتوارثها الأجيال المصرية جيلًا بعد جيل".