لم يكن المحتجز الإسرائيلي، الذي يحمل الجنسية الأمريكية، عيدان ألكسندر، هو الأول الذي يقصف الاحتلال الإسرائيلي مكان وجوده بصورة مباشرة، خلال الحرب الغاشمة التي تشنها إسرائيل منذ عام ونصف العام، بل شهد ملف المحتجزين مآسي كبيرة، كان الاحتلال هو السبب الرئيسي فيها.
ومنذ انطلاق الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة 7 أكتوبر 2023، فشل بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، في تحقيق أهم هدفين بالنسبة له وهما العثور على المحتجزين والقضاء على حماس، ولم يتم تحريرهم إلا عبر الصفقات المباشرة التي كانت مصر طرفًا رئيسيًا فيها، وتم اتهامه من قبل المعارضة وحتى الجنود بأنه يتشبث بالسلطة بأي ثمن.
وأعلنت حركة حماس الفلسطينية، أنها فقدت الاتصال مع المجموعة الآسرة للجندي عيدان ألكسندر بعد قصف مباشر استهدف مكان وجودهم، متهمين جيش الاحتلال الإسرائيلي بمحاولته عمدًا التخلص من ضغط ملف الأسرى مزدوجي الجنسية بهدف مواصلة حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني.
ويبدو أن اتهامات حماس لرئيس الوزراء الإسرائيلي، لم تأت من فراغ، حيث تكرر مشهد قصف المحتجزين كثيرًا خلال الأشهر الماضية، ويعد ألكسندر آخر المحتجزين حتى الآن في تلك السلسلة، وهو الشخص الذي يسعى ترامب لإطلاق سراحه منذ وصوله إلى البيت الأبيض، حتى ولو بصفقة منفردة مع حماس.
كان قتل المحتجزين على يد القوات الإسرائيلية، قد بدأ بعد انطلاق الحرب مباشرة، وبالتحديد في 15 ديسمبر 2023، عندما كان جنود الاحتلال يعملون في قطاع غزة، وظهر أمامهم 3 أشخاص يحملون الراية البيضاء ويطلبون المساعدة باللغة العبرية، إلا أن القوات فتحت النيران عليهم وتبين أنه "يوتام حاييم" و"ألون شمريز" و"سامر الطلالقة".
ورغم أن تلك الحادثة تسببت في غضب كبير ضد نتنياهو، إلى أن الأمر ظل مستمرًا، ففي 13 فبراير 2024، وبسبب الضربات والغارات التي كان جيش الاحتلال يؤكد أنها تستهدف قادة حماس، إلا أنه قتل 3 محتجزين كانوا قد أُصيبوا جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة من قبل.
وبسبب القصف المستمر أيضًا، قتل جيش الاحتلال 6 محتجزين إسرائيليين، في 31 أغسطس 2024 كانوا موجودين في منطقة خان يونس عندما شنَّ الطيران الإسرائيلي غاراته الجوية، واعترف الاحتلال بأنه لم يكن يعلم بوجود المحتجزين، وأعلن عن تمكنه من استعادة جثثهم من داخل نفق.
وأوائل العام الحالي، في 8 يناير 2025، كان المحتجز يوسف زيادنة، وهو بدوي إسرائيلي اختطف في 7 أكتوبر 2023، واحدًا من هؤلاء الذين انتهت حياتهم على يد الجيش الإسرائيلي، بخلاف نجله حمزة الذي تم العثور عليه لاحقًا جثة هامدة، وكان القصف أيضًا هو السبب في وفاتهما.
وكالعادة من المنتظر أن ينفي جيش الاحتلال الإسرائيلي، قيامه بقصف المكان الذي يحتجز فيه الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر، مثل جميع المرات السابقة، وفي المجمل قُتل حتى الآن من هؤلاء المحتجزين أثناء الأسر 49 شخصًا، وإذا ثبت وفاة ألكسندر فسيكون بذلك هو المحتجز رقم 50 الذي يقتل على يد القوات الإسرائيلية.
كان ألكسندر ظهر في مقطع مصور موجهًا رسائل شديدة اللهجة إلى القيادة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية، منتقدًا ما وصفه بالتخلي عنه رغم وجود فرص للإفراج عنه، ووصف نتنياهو بالديكتاتور الذي يسيطر على الدولة الإسرائيلة، متهمًا إياه بالكذب واختتم كلامه قائًلا: "كل يوم نعتقد أن القصف يقترب من رؤوسنا، وهذا أمر صعب، نعتقد أننا سنعود إلى الديار أمواتًا ولا أمل لدينا".