تستهدف عصابات المافيا الإيطالية زيت الزيتون المعروف بـ"الذهب الأخضر" خاصة مع ارتفاع قيمته، إذ بلغ سعر زيت الزيتون إلى نحو 15 يورو للتر، ما جعله أكثر عرضه للسرقة، وهو ما يبرر التوسع المثير للقلق للجريمة المنظمة في إنتاج أحد أكبر الصادرات الزراعية في إيطاليا، بحسب صحيفة "تليجراف".
وأخيرًا، تلاحق الشرطة الإيطالية خمسة رجال ملثمين أجبروا سائق شاحنة على الخروج عن الطريق في جنوب إيطاليا في منطقة بوليا، قبل أن يعتقلوه تحت تهديد السلاح ويهربون بشحنته الثمينة التي لم تكن تحتوي على أي أعمال فنية باهظة الثمن، أو مجوهرات، فقط صناديق من زيت الزيتون الطازج تقدر قيمتها بنحو 260 ألف جنيه إسترليني.
مراقبة الزيتون بـ"الهيلكوبتر"
ويتخذ المنتجون في منطقة بوليا التي تنتج 40% من زيت الزيتون في إيطاليا، تدابير صارمة لحماية زيتونهم في كل مرحلة من مراحل عملية الإنتاج.
وحثّت منظمة كولديريتي، أكبر منظمة للمزارعين في البلاد، أعضاءها على استخدام المراقبة بطائرات الهليكوبتر، وتركيب أجهزة تتبع نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) على خزانات زيت الزيتون، والمطالبة بمرافقة الشرطة لنقل المنتج النهائي عبر المنطقة.
وقال بييترو بيتشيوني، مدير فرع كولديريتي في باري: "خلال موسم الحصاد، يقوم اللصوص في جميع أنحاء الريف بشن غارات على الزيتون الذي يجب حراسته مثل الماس في الليل ومرافقته أثناء نقله إلى معاصر الزيتون.
استئجار مجرمين دوليين
وقال ليوناردو بالميزارنو، عالم الاجتماع وخبير المافيا: "إن منظمات المافيا البولينية تستأجر مجرمين دوليين متخصصين لتنفيذ هذه الهجمات، ويمكن سرقة زيت الزيتون وبيعه بنصف السعر، وفي بعض الأحيان تتم عمليات السرقة من قبل شركات تديرها المافيا وتتنكر في صورة شركات شرعية".
وتنهب العصابات الإجرامية أيضًا بساتين الزيتون في بوليا من مصدرها، باستخدام المطارق الثقيلة لمهاجمة الأشجار، إذ يستطيع أفراد العصابة سرقة أكثر من 30 كيلوجرامًا (65 رطلًا) من الزيتون لكل شجرة في دقائق معدودة.
وتقوم العصابات بسحب الشباك تحت أشجار الزيتون، بينما يقوم شركاؤها بضرب الفروع لجمع أكبر عدد ممكن من الزيتون المتساقط، ما يتسبب في كثير من الأحيان في أضرار لا يمكن إصلاحها.
مليار يورو مبيعات سنوية
وقالت جمعية كولديريتي إن هذه الأنواع من السرقات زادت خلال السنوات الثلاث الماضية، لكن في كثير من الأحيان لم يتم الإبلاغ عنها بسبب الخوف من العنف.
ويدعو المسؤولون، المنتجين إلى الإبلاغ عن هذه الحوادث للشرطة، حتى لو كانت مجهولة الهوية، حتى يتمكنوا من معالجة انتشار الجريمة المنظمة.
وتتم زراعة الزيتون على مساحة تزيد على 900 ألف فدان في بوليا وتولد أكثر من مليار يورو من المبيعات السنوية، وقد ساهم الجفاف المنتشر وارتفاع تكاليف الإنتاج في ارتفاع أسعار الزيتون، ما جعله مهيأ للاستغلال، ويواجه المنتجون في شمال بوليا أيضًا تهديدًا من بكتيريا "زيليلا"، التي دمرت 21 مليون نبتة في منطقة سالينتو جنوبًا.
وتحظى المافيا الإيطالية بتاريخ حافل بالاحتيال على زيت الزيتون الثمين، في عام 2017، كُشف أن منظمة "ندرانجيت" الإجرامية كانت تُصدّر زيت زيتون بكر مزيفًا إلى الولايات المتحدة.