حضّت الصين الولايات المتحدة، اليوم الثلاثاء، على إبداء "صدق" في المحادثات النووية مع إيران، بعدما أعلنت واشنطن وطهران عقد مناقشات "غير مباشرة" رفيعة المستوى هذا الأسبوع.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، في مؤتمر صحفي: "باعتبارها الدولة التي انسحبت أحاديًا من الاتفاق النووي (الذي أبرم مع إيران عام 2015) وتسببت في الوضع الحالي، يجب على الولايات المتحدة أن تظهر صدقًا سياسيًا واحترامًا متبادلًا"، حسب وكالة فرانس برس.
جاءت تصريحات الصين ردًا على إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أمس الاثنين، ببدء محادثات مباشرة مع إيران بشأن برنامج طهران النووي، في إعلان مفاجئ بعد أن كان المسؤولون الإيرانيون يرفضون فيما يبدو الدعوات الأمريكية لإجراء مثل هذه المفاوضات.
وأكد الرئيس الأمريكي أن طهران ستكون في "خطر كبير" إذا فشلت المحادثات المباشرة الجارية، مضيفًا: "لا يتعين أن تملك إيران سلاحًا نوويًا، وإذا لم تنجح المحادثات، فأعتقد فعلاً أنه سيكون يوماً سيئًا جدًا لإيران".
وكانت إيران قد رفضت مطالب ترامب بأن تتفاوض مباشرة بشأن برنامجها النووي، وإلا تعرضت لقصف، لكنها تركت الباب مفتوحًا في البداية أمام إجراء محادثات غير مباشرة.
وقال ترامب للصحفيين في المكتب البيضاوي، أثناء محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو: "نجري محادثات مباشرة مع إيران، وقد بدأت، وستستمر يوم السبت، لدينا اجتماع مهم للغاية، وسنرى ما يمكن أن يحدث، وأعتقد أن الجميع متفق على أن التوصل إلى اتفاق سيكون أفضل"، لكنه لم يسهب في التفاصيل، حسب وكالة رويترز.
وفاقمت تحذيرات ترامب من عمل عسكري يستهدف إيران التوتر في الشرق الأوسط، بعد الحرب المفتوحة في غزة ولبنان، والضربات العسكرية على اليمن، وتغيير القيادة في سوريا، وتبادل إطلاق النار بين إسرائيل وإيران.
وقال ترامب إنه يفضل التوصل إلى اتفاق بشأن برنامج إيران النووي على المواجهة العسكرية.
وكان الرئيس الأمريكي قد قال يوم السابع من مارس، إنه كتب إلى المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي مقترحًا لإجراء محادثات.
وذكر مسؤولون إيرانيون حينذاك إن طهران لن تذهب إلى المفاوضات تحت التهديد.
وفي ولايته الرئاسية الأولى، خلال الفترة 2017-2021، جعل ترامب الولايات المتحدة تنسحب من اتفاق عام 2015 بين إيران والقوى العالمية، والذي فرض قيودًا صارمة على أنشطة طهران النووية مقابل تخفيف العقوبات، كما عاود ترامب فرض عقوبات أمريكية شاملة. ومنذ ذلك الحين، تجاوزت إيران بكثير حدود ذلك الاتفاق بشأن تخصيب اليورانيوم.
وتتهم القوى الغربية إيران بأن لديها قائمة أولويات سرية لتطوير قدرة على إنتاج أسلحة نووية بتخصيب اليورانيوم إلى مستوى يقولون إنه أعلى من المطلوب لبرنامج مدني للطاقة الذرية.
وتقول طهران إن برنامجها النووي لا يستهدف إلا إنتاج الطاقة للأغراض المدنية.