أصبح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عاملًا رئيسًا في أسوأ نقص بالأدوية داخل المملكة المتحدة منذ 4 سنوات، إلى جانب ندرة العديد من الأدوية، وتعد الحواجز التجارية الجديدة المتعلقة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي تفسيرًا مُحتملًا لانخفاض واردات الدواء من الاتحاد الأوروبي، بحسب صحيفة "ذا جارديان".
وأبلغت شركات الأدوية في بريطانيا، وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية "DHSC"، عن وجود نقص في الإمداد 1938 مرة خلال العام الماضي، وهو أعلى رقم منذ عام 2021، الذي شهد الإبلاغ عن نقص في إمدادات الأدوية 1967 مرة، وتُعدّ أدوية علاج الصرع والتليف الكيسي من بين الأدوية التي يجد الصيادلة صعوبة أو استحالة في الحصول عليها، ما يُشكّل مخاطر على صحة المرضى.
وانخفض عدد حالات انقطاع الإمدادات بعد عام 2021، إلى 1608 حالات في عام 2022، و1634 حالة في عام 2023، لكنه ارتفع فجأة مرة أخرى العام الماضي إلى 1938 حالة، وفقًا للبيانات.
وظهرت هذه الأرقام في تقرير جديد صادر عن مركز أبحاث الصحة "نافيلد ترست"، الذي حصل عليها بموجب قوانين حرية المعلومات من وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية، التي تُشرف على توافر الأدوية في جميع أنحاء المملكة المتحدة.
وقال مارك ديان، محلل السياسات في مؤسسة نوفيلد ترست، رئيس برنامج خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بشأن هذه الأرقام: "أدت هذه الموجة من نقص الأدوية بالفعل إلى معاناة الناس في العثور عليها ومن المقلق للغاية أن تستمر هذه الموجة بكامل قوتها للعام الثالث على التوالي".
ويشير التقرير إلى أنه في حين أصبح نقص الأدوية مشكلة عالمية في السنوات الأخيرة، فإن المملكة المتحدة تواجه وضعًا متفاقمًا مقارنة ببقية دول أوروبا، بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وشهدت المملكة المتحدة، أدنى نمو في واردات الأدوية بين دول مجموعة السبع، مدفوعًا بانخفاض سلاسل الإمداد من الاتحاد الأوروبي، وتُظهر بيانات التجارة الصادرة عن الأمم المتحدة، أن بريطانيا سجلت أدنى ارتفاع في واردات الأدوية بين جميع دول مجموعة السبع، منذ عام 2010.
ويقول التقرير: "انخفضت القيمة الإجمالية للواردات بنحو 20% منذ عام 2015، أي العام الذي سبق استفتاء الاتحاد الأوروبي، وهو مؤشر لكيفية تحول سلاسل توريد الأدوية بعيدًا عن المملكة المتحدة".
وإضافة إلى ذلك، انخفضت صادرات الأدوية البريطانية إلى المنطقة الاقتصادية الأوروبية - دول الاتحاد الأوروبي الـ27 إضافة إلى النرويج وأيسلندا وليختنشتاين - بمقدار الثلث منذ ما قبل تصويت المملكة المتحدة عام 2016 على مغادرة الاتحاد الأوروبي.
وأعربت الجمعية الوطنية للصيادلة عن قلقها في وقت سابق من هذا الشهر، بشأن أزمة متنامية في إمدادات الأدوية، وقالت جميع الصيدليات الـ500 التي شملها المسح، إنها لا تستطيع صرف وصفة طبية مرة واحدة على الأقل يوميًا بسبب عدم توفر الأدوية.
وكشفت دراسة أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كلف المملكة المتحدة 27 مليار جنيه إسترليني من التجارة المفقودة في أول عامين.
ودرس الأكاديميون من مركز الأداء الاقتصادي أدلة من أكثر من 100 ألف شركة، ووجدوا أنه بحلول نهاية عام 2022، أي بعد عامين من توقيع المملكة المتحدة على اتفاقية التجارة والتعاون مع بروكسل، انخفضت إجمالي صادرات السلع البريطانية بنسبة 6.4% والواردات بنسبة 3.1%.