الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أنوشكا: إجلال ضحية التربية القاسية في "وتقابل حبيب"

  • مشاركة :
post-title
أنوشكا

القاهرة الإخبارية - إيمان بسطاوي

لم نغيّر النهاية لإرضاء الجمهور.. ومؤلف العمل كان يداعب المتابعين

لم أقابل شخصية بالواقع تشبه ما قدمته

مشهد ضرب ياسمين عبد العزيز استثناء

تأثرت بالرسائل التي يحملها العمل وعمرو محمود ياسين ديمقراطي

امرأة قوية تحمل مسؤولية عائلتها بقبضة من حديد، دون أن تسمح للعواطف بأن تُضعفها، وتحافظ على الثروة مهما كان الثمن، هكذا استطاعت الفنانة أنوشكا أن تقدم نموذجًا مختلفًا في مسلسل "وتقابل حبيب" من خلال شخصية إجلال.

في حوارها مع موقع "القاهرة الإخبارية"، تحدثت أنوشكا عن شخصيتها في العمل، التي أكدت أنها لم تكن مجرد شخصية قاسية، بل انعكاس لرحلة إنسانية مليئة بالتحديات والتناقضات، وهو ما نجحت في تجسيده ببراعة، مستخدمة نظراتها وتعابير وجهها لإيصال مشاعر دفينة خلف قناع الصرامة.

كذلك، كشفت أنوشكا عن كواليس التحضير للدور، والتحديات التي واجهتها في تقديم شخصية مليئة بالتناقضات، كما تحدثت عن تفاعل الجمهور مع العمل، ورؤيتها لنهاية المسلسل ورسائله الإنسانية العميقة، وحقيقة تغيير نهاية العمل بعد ضغط الجمهور وغيرها من التفاصيل.

حملت شخصية إجلال بمسلسل "وتقابل حبيب" القسوة والشر.. كيف رأيتِ هذا الدور؟

إجلال ليست شخصية شريرة بالمعنى التقليدي، لكنها نتاج تربية قاسية تعرضت لها منذ الصغر، عندما تزوجت من ابن عمها، الذي يكبرها بسنوات كثيرة ويتسم بالقسوة، كان لديه مبدأ واضح بأن النجاح يتطلب سحقًا لأي عائق في طريقه، وهو ما أكده في حواره مع نجله عندما قال: "العواطف تضعف الرجل"، "إجلال" نشأت في كنف هذا الفكر، ومع مسؤولياتها كزوجة وأم لثلاثة أبناء، بات هدفها الأساسي الحفاظ على الثروة والكيان الكبير الذي بنته العائلة.

هي لا تؤمن بوجود مساحة للعواطف أو الفشل، طالما أن أبناءها في أمان ولا يصيبهم أي ضرر. لذلك، هي تنفذ تعاليم زوجها في السعي للنجاح والمحافظة على الكيان الاقتصادي بأي وسيلة، وكأن الخطأ غير مسموح لها إطلاقًا.

هل قابلتِ نماذج مشابهة في الواقع لهذه الشخصية؟

لا، ولم يكن من الضروري أن أقابل شخصيات مماثلة حتى أتمكن من تجسيدها، فقد جلست مع الكاتب وناقشنا الخلفية الدرامية للشخصية، كما تم الاتفاق على مبادئ محددة مع الإخراج وعمرو محمود ياسين. أنا أفضل أن تُبنى الشخصية من خلال الحوار مع المؤلف والمخرج، دون الحاجة إلى استنساخ شخصيات حقيقية، خاصة أن الشخصيات من هذا النوع غالبًا ما تكون غير واضحة المعالم، وتحتاج إلى معايشة لفترة طويلة حتى تُكشف حقيقتها. لهذا، أنا أعتمد في عملي على المناقشات الثرية وليس تقليد أي شخصيات من الواقع.

رغم قسوة إجلال فإنها تمتلك ثباتًا انفعاليًا وتعبّر عن مشاعرها عبر نظرات عيونها.. حدثينا عن ذلك؟

إجلال ليست شريرة، لكنها تعتبر أن العواطف لا مكان لها في حياتها. يتجلى هذا بوضوح منذ المشهد الأول في المسلسل، حيث بدت غير مرتاحة لرؤية "ليل" تتعرض للأذى، لكنها في الوقت نفسه لم تسمح لنفسها بإظهار أي مشاعر، هذه العقلية هي التي تسيطر على تصرفاتها، فلا تمنح نفسها فرصة للتراجع أو التفكير في خيارات أخرى.

أما استخدام نظرات العيون، فذلك يعود إلى أنها لا تلجأ إلى التعبير باستخدام يديها، بل تعتمد على الصرامة في المواقف. الاستثناء الوحيد كان في مشهد ضرب "ليل"، حيث لجأت إلى الصفعة كوسيلة لإفاقتها، بعد أن انفجرت الأخيرة في وجهها دفاعًا عن أبنائها.

 العمل شهد تفاعلًا كبيرًا وخاصة في رسم الحلقة الأخيرة.. كيف رأيتِ هذا التفاعل؟

كنت سعيدة جدًا بتفاعل الجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ لمسنا مدى ارتباطهم بالشخصيات، حتى إنهم كانوا يرددون جملًا من الحوار، وهذا التفاعل أسعدنا جميعًا، نحن كشعب عاطفي، عندما نشهد مظلومًا، نحاول دعمه والوقوف بجانبه، وهذا ما حدث مع "ليل"، حيث تعاطف معها الجمهور بشدة.

الجزاء من جنس العمل.. هل تنطبق هذه المقولة على نهاية إجلال؟

نعم.. إجلال انكسرت في النهاية، الرسالة التي حملها المسلسل كانت مليئة بالتسامح وبر الأب بأمه وأبيه، حيث نال كل شخص جزاءه.

وفي المشهد الختامي، ظهرت إجلال وهي تجلس على كرسي متحرك، ما يعكس مدى انهيارها النفسي، بعدما فقدت ابنها يوسف (خالد سليم)، الذي أنهى حياته بنفسه، وزوجها ضاع منها، ما جعلها تدرك أن حياتها كانت مبنية على بيئة قاسية مليئة بالصرامة. في المقابل مكّنت قوة الحب بين "ليل" و"فارس" من مواجهة كل التحديات.

أيضا إجلال رغم صرامتها، كانت تحب عائلتها بصدق، وظهر ذلك عندما كانت تحتضن نجلها "سيف"، في النهاية، أرى أن الحب ودفء العائلة هما ما يصنعان الإنسان، وهذه إحدى الرسائل التي أعجبتني في العمل.

 تحدث مؤلف العمل عن تعرضه لضغوط من الجمهور.. هل تغيرت النهاية بناءً على رغبتهم؟

لا، لأن عمرو محمود ياسين يحب مداعبة الجمهور، من ميزاته أنه شخص ديمقراطي تمامًا، وكان لكل خط درامي أكثر من نهاية محتملة، لكن الرسالة التي أراد العمل إيصالها هي التي حسمت الاختيار.

المناقشات كانت تحدث فقط إذا لم أكن مقتنعة بما أقدمه، فنحن لا نتتعامل مع الأدوار كـ"بغبغان"، عمرو محمود ياسين مبدع في أسلوبه الحواري، وكنا نناقش آراء الجمهور، لكن لا يمكن أن نجعل النهاية تتشكل فقط وفقًا لما يريده المشاهدون، لأن هناك كاتبًا وقصة ورسالة يجب أن تصل بالشكل المناسب.

لا أنكر أن هناك الكثير من التوقعات التي طرحها الجمهور حول النهاية، وكنا نسمع العديد من التخمينات، لكننا كنا نعود دائمًا إلى المؤلف والمخرج لاستكشاف رؤيتهم الحقيقية للعمل، كنا نعتبر هذه التوقعات بمثابة مداعبة ممتعة من الجمهور، تعكس تفاعلهم القوي مع الأحداث.