قبل 6 أسابيع تقريبًا من اعتقال مسؤولي الهجرة الفيدراليين طالب الدراسات العليا في جامعة كولومبيا محمود خليل، ذكرت جماعة تسمى "بيتار يو إس" على منصة "إكس" أنها وضعت الناشط المؤيد للفلسطينيين على قائمة الترحيل لديها.
واعتُقِل "خليل" الذي يحمل "البطاقة الخضراء" ومتزوج من مواطنة أمريكية، في 8 مارس. وبعد 3 أيام، أطلعت "بيتار" صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، على قائمة بالأهداف المحتملة القادمة، والتي أبلغت عنها مؤخرًا لمسؤولي إدارة ترامب.
وكان على رأس القائمة مومودو تال، طالب الدراسات العليا في جامعة كورنيل، الذي تم فصله عن الدراسة مرتين العام الماضي لدوره في الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين هناك. والآن يكافح "تال" أيضًا للبقاء في الولايات المتحدة.
وتدعي "بيتار يو إس" المنبثقة من جماعة صهيونية متشددة عمرها قرن، نصيبها من الفضل، وتنتقل إلى الأسماء التالية في قائمتها، بينما لم تتمكن الصحيفة من تحديد ما إذا كان الجماعة دور في قرار إدارة ترامب، باستهداف خليل وتال للترحيل.
وفي بيان لها، قالت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية، إن إدارة الهجرة والجمارك "لا تتعاون مع الجماعة المعروفة باسم بيتار، ولم تتلق أي بلاغات عبر خطها الهاتفي".
لكن الجماعة الصهيونية تزعم أن الحكومة الأمريكية تستمع، وهذا ما يفعله أيضًا محامو خليل وتال، الذين تم إلغاء تأشيرة دراستهم، فقد استشهد كلاهما بـ"بيتار" في دعاوى قضائية رفعوها، وقالوا إن موكليهم مستهدفون كجزء من حملة غير قانونية على الخطاب المؤيد للفلسطينيين.
ونقلت" واشنطن بوست" عن دانيال ليفي، المتحدث باسم بيتار: "قدمنا لإدارة ترامب مئات الأسماء لحاملي تأشيرات ومواطنين من الشرق الأوسط والأجانب المجنسين.. هؤلاء الذين يعارضون أمريكا وإسرائيل لا مكان لهم في بلدنا العظيم".
وفي خريف العام الماضي، تم حظر "بيتار" من منصات "ميتا" بعد أن وجهت تهديدات مبطنة بالقتل لمشرعين وطلاب جامعيين مؤيدين للفلسطينيين، والآن أصبح حضور الجماعة الصهيونية على وسائل التواصل الاجتماعي غير مقيد، إذ تؤيد تطبيق إدارة ترامب للأوامر التنفيذية التي تدعو إلى طرد الأجانب، بتهم معاداة السامية أو دعم الإرهاب.
وذكرت" واشنطن بوست" أن صعود نجم "بيتار يو إس" يظهر كيف شجعت سياسات ترامب وخطابه مجموعة جديدة من الجماعات الصهيونية المتشددة التي تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لاستهداف الأفراد الذين يعتبرونهم معادين للسامية أو متعاطفين مع حماس، بما في ذلك بعض اليهود.
وتعد "بيتار يو إس" من بين الجماعات اليمينية المتطرفة، التي تدعم جهود ترامب لترحيل الطلاب المشاركين في الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين.
تأسست "بيتار" كحركة شبابية صهيونية شبه عسكرية في لاتفيا عام 1923 على يد زئيف جابوتنسكي، الذي كان يعتقد أن الدولة اليهودية في فلسطين التي تحتلها بريطانيا لا يمكن إنشاؤها إلا بالقوة.
ومن بين خريجي الحركة رئيسا الوزراء الإسرائيليان المحافظان مناحيم بيجن وإسحاق شامير، ولا تزال الجماعة تتمتع بروابط قوية مع حزب الليكود الحاكم بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
ورغم أن "بيتار" تراجعت أهميتها السياسية بعد تأسيس إسرائيل، فإن "الصورة التاريخية للحركة هي صورة النشاط القومي اليميني العدواني والمتشدد"، كما يقول جاي فاينز، الباحث في معهد الحوار الاستراتيجي غير الربحي.
وقال روس جليك، الذي انضم إلى الجماعة الصهيونية، العام الماضي، كمدير تنفيذي لها، وهو الدور الذي تنحى عنه في يناير، إن إحياء فرعها في الولايات المتحدة لم يأت إلا بعد الهجوم الذي شنَّته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر.
أضاف جليك، وهو رجل أعمال ومستشار تسويق في مدينة نيويورك، أنه شعر "بصدمة" جراء الهجوم. عندما رأى المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين يحتفلون به في شوارع مدينة نيويورك، إذ استشاط غضبًا وبدأ يحاول توثيق هويات المتظاهرين للتحقيق المحتمل من قبل جهات إنفاذ القانون.
وفي عام 2024، ارتبط برون توروسيان، وهو مسؤول علاقات عامة ذي علاقات سياسية، وله ماضٍ حافل بالأحداث، وكان يشارك جليك شغفه بمواجهة النشطاء. كان توروسيان يعمل على إحياء "بيتار" في الولايات المتحدة كحركة صهيونية متشددة.