الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الأزمة الروسية الأوكرانية.. هل تعيد ألمانيا التفكير في قوة عسكرية تحميها؟

  • مشاركة :
post-title
المستشار الألماني أولاف شولتس

القاهرة الإخبارية - محمد أبوعوف

تسببت الأزمة الروسية الأوكرانية في زعزعة السياسة الألمانية الخارجية التي تأسست بعد الحرب العالمية الثانية، وهى عدم المشاركة في أعمال عسكرية، وأدت مشكلات الطاقة والتحديات الاقتصادية و"الجيوسياسية" إلى تحطيم القناعات السياسية داخل ألمانيا، وأكدت أن الحاجة لتغيير سريع وجذري بات مطلوبًا في عالم متحرك.  

بالأمس، اختار المستشار الألماني أولاف شولتس وزيرًا جديدًا للدفاع هو بوريس بيستوريوس، في الوقت الذي تسعى فيه البلاد لتسريع تسليم أوكرانيا المزيد من الأسلحة الثقيلة.

وتوقع خبراء في الشأن الدولي لقناة "القاهرة الإخبارية"، أن تتسم سياسات الدفاع الألمانية بمزيد من الحيادية بشأن الوقوف جانب أوكرانيا دون استفزاز روسيا الفترة المقبلة. 

سياسات الدفاع الألمانية الجديدة

الدكتور أحمد عليبة، رئيس وحدة التسليح بالمركز المصري، قال إن ألمانيا تتناول استراتيجية دفاعية تشهد منعطفًا تاريخيًا، خصوصًا بعد الأزمة الروسية الأوكرانية، وهذه ليست اللحظة الأولى التي تتغير فيها السياسة الدفاعية الألمانية، لأنه بعد الحرب العالمية الثانية كانت هناك منعطفات تعتبر لحظات ضاغطة. 

وأكد أننا في لحظة الحرب الباردة كان الاتجاه لإعادة بناء قوة عسكرية في ألمانيا بشكل انتهجت فيه "برلين" مع القوى الغربية، وبمساعدة الولايات المتحدة فكرة التخلص من "إرث" الحرب العالمية الثانية. 

وأوضح أن مؤشرات الإنفاق العسكري في ألمانيا تغيرت بعد الأزمة الروسية الأوكرانية، وتوقع أنه مع تغيير وزير الدفاع الألماني ستؤخذ الأمور بشكل أكثر جدية، وتحاول ألمانيا تقييم ساحة الحرب بحيث لا تستفز روسيا بشكل كبير وتكون متأهبة لأي سيناريوهات في المستقبل.

الحرب الروسية الأوكرانية - أرشيفية-
قوة عسكرية أوروبية مستقلة 

وفي هذا الصدد، يتفق معه الدكتور عبدالمسيح الشامي، أستاذ العلاقات الدولية، الذي أكد لـ"القاهرة الإخبارية" أنه يجب الوقوف على التحول السياسي التي تتبعه ألمانيا اليوم، والانتباه بأن التحول لم يبدأ منذ الأزمة الأوكرانية بل كانت هناك دعوات من القادة الأوروبيين وخصوصًا الفرنسيين والألمان بتشكيل قوة عسكرية أوروبية مستقلة كبديل عن "الناتو"، مشيرًا إلى أن جزءًا كبيرًا مما يحدث في ألمانيا الآن لا يرتبط بما يحدث في أوكرانيا.

وذكر أن الأزمة الأوكرانية غيّرت الكثير من المعادلات والمعطيات التي فُرضت بشكل عام على القارة الأوروبية وخصوصًا ألمانيا المفروض عليها على مدار العقود الماضية ممارسة نشاط غير عسكري بشكل مباشر أو غير مباشر. 

وأكد أن اليوم خريطة العالم والدول تغيّرت، والمصلحة الوطنية الألمانية بدأت تصحو وهناك رغبة لدى الألمان في بناء قوة عسكرية تحمي ألمانيا.

الدبابة الألمانية
جيش ألماني قوي

فيما، قال مصطفى العمار، عضو الحزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي، إن الأزمة الروسية الأوكرانية لم تستهدف ألمانيا فقط بل استهدفت ديمقراطية أوروبا، ومن حق القارة العجوز أن تفوض الاتحاد الأوروبي بأن تكون لديه قوة عسكرية مستقلة للدفاع عن أمنها.

ويرى "العمار" أن المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل لم تدعم مقترح وجود جيش أوروبي متحد، وكانت تريد أن تُبقي ألمانيا جسرًا لصناعة السلام والتحاور. 

وأشارت إلى أن القيادة السياسية في الحزب الديمقراطي الاجتماعي (SPD) رفضت بشكل قاطع السنوات الماضية دعم وتطوير الجيش الألماني، فالتباطؤ موجود في القيادات السياسية الحاكمة في حزب (SPD).