الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"تسلا" تتصدر سوق السيارات المستعملة.. السياسة تهز إمبراطورية ماسك الاقتصادية

  • مشاركة :
post-title
تراجعت قيمة "تسلا" خلال الأسبوعين الماضيين مع تكثيف ماسك نشاطه السياسي في إدارة ترامب

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

تتزامن القوة السياسية المتنامية للملياردير التقني إيلون ماسك، باعتباره رئيسًا لوزارة كفاءة الحكومة (DOGE) وأحد أقرب مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مع انخفاض أسهم شركته للسيارات الكهربائية "تسلا" ومبيعاتها؛ إذ يشهد سوق السيارات المستعملة بالولايات المتحدة موجة بيع كبيرة من مالكي هذه السيارات، ما أدى إلى انخفاض أسعارها.

وترتبط ثروة إيلون ماسك ارتباطًا وثيقًا بأسهم "تسلا"، وهو ما يجعل تراجع قيمة الشركة خلال الأسبوعين الماضيين، مع تكثيف ماسك نشاطه السياسي في إدارة ترامب، أمرًا يؤثر بشكل أساسي على ثروة الملياردير الأمريكي ووضعه الاقتصادي.

وجاءت ردود الفعل السلبية على "تسلا" في صورة مالية وثقافية، حسبما أشارت مجلة "نيوزويك" الأمريكية؛ حيث أصبحت أعمال التخريب ضد شركة السيارات رمزًا للاحتجاجات ضد ماسك وترامب.

في المقابل، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، متحدثًا عن خطوته لاعتبار العنف ضد شركة "تسلا" تهمةً إرهابية: "سأفعل ذلك. سأوقفهم. لأنهم يضرون شركة أمريكية عظيمة. إنه منتج رائع، وعلينا أن نحتفل (بماسك)".

دونالد ترامب وإيلون ماسك
انخفاض حاد

وفقًا لموقع "كارجورس" المتخصص في سوق السيارات، أصبحت سيارات "تسلا" أكثر السيارات الكهربائية شيوعًا في سوق السيارات المستعملة في الوقت الحالي، ما يعني أن سعر سيارة "تسلا" المستعملة انخفض أيضًا، حيث أصبح متوسط ​​سعر السيارة المستعملة الآن أقل بعشرة آلاف دولار من أي سيارة من علامة تجارية أخرى.

وفي عام 2024، عرضت شركة "هيرتز" 30 ألف سيارة "تسلا" للبيع. ووفقًا للتقارير يوجد حاليًا أكثر من 14 ألف سيارة "تسلا" مستعملة معروضة للبيع في الولايات المتحدة، ويُباع معظمها بنحو 30 ألف دولار، بينما كان متوسط ​​سعر سيارة "تسلا" المستعملة في عام 2022 ما يقرب من 70 ألف دولار، وهو انخفاض تزامن مع تزايد نشاط ماسك السياسي، وفقًا لموقع "بيزنس إنسايدر".

كما برزت سان فرانسيسكو -حيث توجد العديد من أكبر شركات التكنولوجيا في الولايات المتحدة بوادي السليكون- كمركز للشركات الأخرى التي تتطلع إلى الابتعاد عن سيارات "تسلا" التي تمتلكها.

وقال أحد مالكي السيارة قام بتبديل سيارته موديل 3 بسيارة "بي إم دبليو"، لصحيفة "سان فرانسيسكو كرونيكل": "لقد حصلت على سيارتي تسلا في مارس من العام الماضي، قبل أن أعرف أن إيلون ماسك مجنون".

أيضًا أفادت وكالات لعلامات تجارية أخرى في سان فرانسيسكو، منها "أودي" و"مرسيدس"، بزيادة في عمليات تداول سيارات "تسلا".

ونقلت "نيوزويك" عن آندي هانسن، الرئيس التنفيذي للعمليات في "أودي" بسان فرانسيسكو: "لقد شهدنا ارتفاعًا كبيرًا في عدد الأشخاص الذين يرغبون في تداول سيارات تسلا الخاصة بهم"، حيث أفادت وكالته عن 5 عمليات تداول لسيارات "تسلا" في أسبوع، مع الإشارة إلى أن هناك المزيد في الطريق.

كما أعلنت المغنية شيريل كرو، من ولاية تينيسي، أنها تخلت عن سيارتها "تسلا"، قائلةً في بيان: "لطالما قال والداي أنت كمن تصاحب. سيأتي وقتٌ عليك فيه أن تقرر من تتعاون معه. وداعًا تسلا".

وتبرعت "كرو" بالأموال التي تم جمعها إلى الإذاعة الوطنية العامة (NPR)، التي وصفتها بأنها "تحت التهديد من قِبل الرئيس ماسك"، مشيرة إلى أن التبرع "على أمل أن تستمر الحقيقة في إيجاد طريقها إلى الراغبين في معرفة الحقيقة".

غضب عالمي

وأشار المجلة الأمريكية إلى تصرفات ماسك أسهمت في نشأة ردة فعل عالمية ضد شركة "تسلا" مع تحول أنظار ترامب وماسك إلى ما هو أبعد من حدود الولايات المتحدة، وخاصة نحو أوروبا، بعدما تدخل ماسك وتحدث عن الانتخابات الألمانية، بل ودعّم فيها حزب "البديل من أجل ألمانيا (AFD)" اليميني المتطرف، فكانت النتيجة انخفاض الطلب الأوروبي على سيارات "تسلا".

علاوةً على ذلك، أصبحت ألمانيا مصدرًا للعديد من الاحتجاجات التي تربط ماسك بالحزب النازي، بعد أن شُبّهت إيماءاته في حفل تنصيب ترامب بالتحية النازية، حتى إن أحد المصانع في ألمانيا عرض على جانبه تحية "هايل تسلا" من قِبل المتظاهرين.

كما انخفضت تسجيلات سيارات "تسلا" بأكثر من 40% في هولندا والسويد والدنمارك والنرويج خلال العام الماضي، كذلك شهدت إسبانيا أكبر انخفاض في مبيعات "تسلا" بنسبة 75% خلال الفترة نفسها.

وكشفت دراسة هولندية أن 30% من مالكي سيارات "تسلا" يفكرون في التخلص من سياراتهم، حيث تم ذكر سمعة إيلون ماسك الشخصية باعتبارها السبب الأول وراء هذا القرار.

ونقلت "نيوزويك" عن أحد الملاك أن ماسك يُسيء استخدام سلطته "ولو كنت أعرف وضعه الحالي، لما اشتريت سيارة تسلا قط".