الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

إرهاق الجنود وأولوية ترامب.. معوقات تبدد حلم اليمين المتطرف في احتلال غزة

  • مشاركة :
post-title
وقفة احتجاجية في تل أبيب للمطالبة بالإفراج الفوري عن المحتجزين

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

حلم اليمين المُتطرف في إسرائيل بشأن الاستيطان في غزة وطرد الفلسطينيين، يتبدد في الوقت الذي يفضل الجمهور الإسرائيلي صفقة المحتجزين، حتى على حساب إنهاء الحرب، كما أن المفاوضات السرية التي تجريها الولايات المتحدة مع حماس تعكس أن ترامب يعطي الأولوية للتوصل إلى اتفاق على حساب إعادة الاستيطان في القطاع الفلسطيني، وذلك وفق ما أوردت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.

واستهلت الصحيفة تحليلًا لها بالإشارة إلى وزير المالية اليميني المتطرف في حكومة إسرائيل، بتسلئيل سموتريتش، الذي دعا في مقابلة على هيئة البث العام الإسرائيلية "كان"، أمس الاثنين، جنود الاحتياط في جيش الاحتلال للاستعداد لاستدعائهم مرة أخرى في المستقبل القريب؛ لأن إسرائيل ستستأنف قريبًا الحرب على غزة، حسب ذكره.

وتطرقت الصحيفة إلى حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمام كتلة "أرض إسرائيل" في الكنيست، أمس الأول الأحد، حيث قدم حسابًا معقدًا حول عدد الفلسطينيين الذين يمكن تشجيعهم على مغادرة غزة، مبرزة حديثه عن إمكانية العمل على إجلاء 10 آلاف شخص يوميًا، سبعة أيام في الأسبوع، في خطوة رأتها الصحيفة أنها تبرر العمل في يوم السبت.

وفي المحادثات الأخيرة مع عائلات المحتجزين، أوضح نتنياهو أنه إذا كان الأمر يعتمد عليه، فإن إسرائيل لن تنسحب من ممر فيلادلفيا، والمنطقة الأمنية على طول الحدود بين غزة وإسرائيل، أو تفعل أي شيء آخر يمكن اعتباره إنجازًا لحماس.

وتوضح الصحيفة أن سموتريتش يعيش في عالمه الخاص، ولكن حتى الآن، وبصرف النظر عن عجزه عن منع المرحلة الأولى من صفقة المحتجزين التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إسرائيل في منتصف يناير، لم تكن هناك فجوات كبيرة بين مواقفه ونظيراتها لنتنياهو.

وحسب الصحيفة، أصبحت الأمور الآن أكثر تعقيدًا بالنسبة لسموتريتش، فعندما يبدو أن الإدارة الأمريكية تقترح طريقًا قد يؤدي إلى إنهاء الحرب وإعادة المحتجزين الـ59 المتبقين، الأحياء منهم والأموات من غزة، فيبرز السؤال حول مدى قدرة سموتريتش على الاحتفاظ بدعم جماهيري، ومن جنود الاحتياط في ظل المتغيرات السياسية الحالية.

وتشير "هآرتس" إلى أن استطلاعات الرأي كافة أظهرت أن نحو 70% من الإسرائيليين يؤيدون إتمام صفقة المحتجزين، حتى ولو استلزم ذلك تقديم تنازلات كبيرة لحماس. 

وللمرة الأولى، وفق الصحيفة، يبدو أن هناك احتمالًا بأن بعض جنود الاحتياط لن يعودوا إلى الخدمة إذا كان استئناف القتال مثيرًا للجدال.

وكشفت الصحيفة أنه لم يلتحق سوى نصف جنود الاحتياط الإسرائيليين بالعديد من وحدات الجيش في الآونة الأخيرة، وهو الأمر الذي حاول إخفاءه بطرق مختلفة.

وذكرت "هآرتس" أن الحديث السياسي حول استئناف الحرب بين سموتريتش وأمثاله يظهر تجاهلًا شاملًا للعبء الذي يتحمله كل من جنود الاحتياط والجيش النظامي.

وقالت الصحيفة إن وزراء حكومة نتنياهو يتجاهلون هذا الأمر ببساطة، ويعتقدون أن الرؤية المشبوهة المتمثلة في إعادة إنشاء المستوطنات في غزة وطرد الفلسطينيين منها، وهي الهدف الحقيقي لليمين المتطرف في الحرب، سوف تبرر أي تضحية في نظر أغلب الجنود.

وتشير هآرتس إلى توقع داخل الجيش بأن يزداد العبء على القوات النظامية على وجه الخصوص، في ضوء متطلبات الحرب في غزة، والحاجة إلى تعزيز الأمن على الحدود لمنع هجوم آخر مثل هجوم 7 أكتوبر 2023، والمطالب الجديدة الناجمة عن قرار إبقاء القوات في الدول المجاورة، جنوب لبنان والجانب السوري من جبل الشيخ ومرتفعات الجولان.

ويحدث كل هذا في حين يعلم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن الحكومة الحالية ليس لديها أي نية لإنهاء الترتيب مع الأحزاب المتشددة الذي يمكن ناخبيهم من الاستمرار في التهرب من الخدمة العسكرية، حتى لو كان يواجه صعوبة في تمرير تشريع بهذا المعنى في ظل الانتقادات العامة، حسب الصحيفة الإسرائيلية.

ولفتت "هآرتس" إلى أن الحلول التي يقترحها الجيش، مثل إنشاء لواء من الحريديم، لا تصمد أمام أي نقاش، مشيرة إلى عدم حدوث أي تغيير ملموس في عدد الرجال المتدينين المتشددين الذين ينضمون إلى الجيش حتى الآن.

وفسرت "هآرتس" الخطوة الأمريكية الأخيرة، المتمثلة في إنشاء قناة خلفية سرية للمفاوضات مع حماس عبر مبعوث ترامب للمحتجزين، آدم بوهلر، بأن الرئيس الأمريكي لا يزال يأمل في التوصل إلى اتفاق، وربما لا يعتقد أن الطريقة الوحيدة للقيام بذلك هي إعادة احتلال إسرائيل لغزة.

وأوضحت أن ترامب يواصل تهديد حماس بالقول إنه سيدعم التحركات العسكرية الإسرائيلية المؤلمة، لكنه لا يقف في طريق الاتفاق على صفقة لتحرير بقية المحتجزين.

وقالت الصحيفة: "في واقع الأمر، إذا كان ترامب يسعى إلى التوصل لاتفاق مع حماس، فإن التهديد العسكري الإسرائيلي المقنع يخدم أغراضه بالفعل". وأشارت إلى تصريح مبعوث ترامب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أمس الاثنين، الذي أكد أن الأمر يتطلب تحديد موعد نهائي لإنهاء المفاوضات.

ولفتت "هآرتس" إلى أن المقترحات الأمريكية، وكذلك الخطة المصرية لغزة ما بعد الحرب التي ناقشتها القمة العربية في القاهرة الأسبوع الماضي، لا تزال تدور حول الحلول نفسها، وهي وقف إطلاق النار، وإعادة كل المحتجزين، والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة، وإعادة إعمار القطاع.

وقالت الصحيفة: "يواصل رجال ترامب إثارة فكرة تخلي حماس عن سلطتها المدنية في غزة، ولم ترفض الحركة بشكل قاطع".

وتخلص "هآرتس" إلى أنه لتحقيق كل هذا يحتاج الأمريكيون إلى الحفاظ على وقف إطلاق النار، وعودة المزيد من المحتجزين، حتى لو حدث هذا على مدى فترة من الزمن.

وأشارت الصحيفة إلى أن الإدارة الأمريكية ترى مثالًا ناجحًا نسبيًا لترتيب مؤقت صامد، على الرغم من كل الانتهاكات والعقبات، وهو وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان.