في ظل تصاعد الهجمات الروسية على أوكرانيا وتزايد الضغوط السياسية والدبلوماسية، توجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى العاصمة السعودية الرياض لإجراء محادثات مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
يأتي هذا اللقاء في لحظة حاسمة بالنسبة لأوكرانيا، التي تعاني من تراجع الدعم الدولي، وخاصة من حليفها الأكبر، الولايات المتحدة، التي تتزامن مع اجتماعات دبلوماسية أمريكية وأوكرانية في السعودية.
تصعيد عسكري وضغوط سياسية
وتزامنت زيارة زيلينسكي إلى السعودية مع تصعيد روسي مكثّف على جبهات القتال، وبحسب صحيفة "ذا جارديان" البريطانية، شنّت القوات الروسية هجمات بالصواريخ الباليستية وحاولت محاصرة الجنود الأوكرانيين في منطقة كورسك.
وفي ظل هذا التصعيد، تستغل موسكو تراجع الدعم الأمريكي لكييف بعد أن قرّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعليق المساعدات العسكرية، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الأمنية والعسكرية في أوكرانيا.
الدور السعودي في الوساطة
وتلعب المملكة العربية السعودية دورًا محوريًا كوسيط بين أوكرانيا وروسيا، حيث تسعى إلى تحقيق توازن في العلاقات بين الطرفين، ويشير تقرير "واشنطن بوست" إلى أن الرياض قد تتمكن من لعب دور رئيسي في تهدئة النزاع أو حتى الدفع نحو اتفاق سلام جزئي، خاصة في ظل العلاقات الجيدة التي تجمعها بكل من موسكو وواشنطن.
بحسب التقرير، فإن إدارة ترامب تمارس ضغوطًا على زيلينسكي للموافقة على صفقة تنهي الحرب، تتضمن شروطًا اقتصادية واستراتيجية، من بينها تسهيل وصول الشركات الأمريكية إلى الثروات المعدنية الأوكرانية، ورغم سعي زيلينسكي إلى الحفاظ على دعم واشنطن، فإن كييف ترى أن أي اتفاق يجب أن يتضمن ضمانات أمنية تمنع روسيا من شن هجوم مستقبلي.
محادثات أمريكية أوكرانية
من المقرر أن يلتقي وفد أوكراني برئاسة أندريه يرماك، رئيس مكتب زيلينسكي، مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو وكبار المسؤولين الأمريكيين، وتمثل هذه المحادثات أول اجتماع رسمي منذ المواجهة الحادة بين زيلينسكي وترامب في المكتب البيضاوي، التي كشفت عن تباين كبير في وجهات النظر بين الجانبين.
ووصف البيت الأبيض سياسة ترامب تجاه أوكرانيا بأنها تسعى لتحقيق "سلام دائم"، لكنها تركز بالأساس على المصالح الاقتصادية الأمريكية، وفي المقابل، لم تُظهر موسكو أي استعداد لوقف القتال، حيث صرّح الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف بأن "القوات الأوكرانية أصبحت محاصرة تقريبًا وسيتم طردها قريبًا".
تصعيد روسي وتحديات عسكرية
على الصعيد العسكري، تتعرض أوكرانيا لهجمات شرسة في الشمال الشرقي، حيث تحاول القوات الروسية إنشاء منطقة عمليات قتالية في منطقة سومي، بينما تكثف عملياتها في كورسك، ووفقًا للجيش الأوكراني، حاولت وحدات روسية التسلل عبر خط أنابيب الغاز للاقتراب من بلدة سودجا التي تسيطر عليها أوكرانيا.
إلى جانب الجهود الدبلوماسية في الرياض، تشير تقارير إلى أن هناك محادثات بين مسؤولين أمريكيين وروس تمهيدًا لعقد قمة بين الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين في السعودية، ضمن جهود محتملة لإنهاء الحرب، إذ عقد كل من وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، ومستشار الأمن القومي السعودي مساعد بن محمد العيبان، اجتماعًا مع مسؤولين أمريكيين وروس.