منددًا بالإعدامات في طهران، أضاء إحدى عجائب الدنيا السبع، في باريس، بعبارات تنادي بالحرية، وحقوق المرأة في إيران، منضمًا إلى إدانات وتحركات غربية وأممية أخيرة في مواجهة إجراءات "الجمهورية الإسلامية" إزاء حقوق الإنسان، بينما لاتزال الأخيرة تنفذ أحكام إعدام علنية أحدثها قبل يومين بحق أحد أكبر مسؤوليها، باعتباره جاسوسًا خارقًا.. فهل ستتوقف طهران؟
برج إيفل يضيء بالحرية المرجوة في إيران
أضاء برج إيفل الشهير، بالعاصمة الفرنسية، اليوم الاثنين، بشعارات مؤيدة للمتظاهرين الإيرانيين والنساء اللواتي يناضلن من أجل المزيد من الحقوق.
واعتلى شعارا "امرأة. حياة. حرية" و"أوقفوا الإعدام في إيران" البرج، مسجلًا أحد أهم الهتافات التي نادت بها الاحتجاجات في إيران منذ اندلعت منتصف سبتمبر الماضي.
احتجاجات طهران
وبعد نحو أربعة أشهر من وفاة مهسا أميني الفتاة الكردية في طهران، خلال احتجازها على يد رجال شرطة الأخلاق بسبب حجابها، لاتزال شوارع طهران تشهد احتجاجات مناهضة للنظام وسياساته المقيدة لحقوق الإنسان، وفق شعارات رفعها المتظاهرون لنحو أكثر من 100 يوم.
خائن أو ثائر.. العقوبة في طهران الإعدام
متمسكًا باتهامات حصرها في "الحرابة" و"معاداة الله"، استقر القضاء الإيراني، على أحكام بالإعدام بحق المتظاهرين المتورطين في أعمال عنف ومواجهات مع الشرطة الإيرانية، وسط تنديدات محلية وغربية وأممية، لم توقفه حتى الآن عن قراراته.
ونفذت إيران حتى الآن أكثر من 15 حكمًا بالإعدام، على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ سبتمبر الماضي.
وأكدت الأمم المتحدة في أحدث بياناتها، أن نحو مئة إيراني يواجهون تهمًا يعاقب عليها بالإعدام في البلاد.
واعتبر المفوض الأممي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، في بيان، الثلاثاء الماضي، إن "تحويل الإجراءات الجنائية إلى سلاح لمعاقبة الشعب على ممارسة حقوقه الأساسية، مثل أولئك الذين شاركوا في المظاهرات أو نظموها، يرقى لكونه قتلًا بتفويض من الدولة"، موضحًا أن الإعدامات تخالف القانون الدولي لحقوق الإنسان، وفق "رويترز".
وينضم إعدام على رضا أكبري الملقب بـ"الجاسوس الخارق"، في طهران، السبت الماضي، إلى أحدث إعدامات طهران وأكثرها إثارة للسخط الغربي والأوروبي ما استدعى اتخاذ مواقف دبلوماسية تجاه إيران، إذ إن "أكبري"، وهو بريطاني إيراني، كان يشغل منصب مسؤول سابق بوزارة الدفاع الإيرانية، ووصف بأنه "أهم العناصر الذين تسللوا من المخابرات البريطانية إلى المراكز الحساسة والاستراتيجية في طهران".
وأدان القضاء الإيراني، الأربعاء الماضي، أكبري، بالتجسس لصالح المخابرات البريطانية، ضد طهران، وأصدر بحقه حكمًا بالإعدام.
تنديدات وعقوبات ومواقف دبلوماسية مقابل إعدامات طهران
في أكبر رد دبلوماسي مقابل إعدامات طهران، سحبت بريطانيا، السبت الماضي، سفيرها لدى طهران في أعقاب إعدام على رضا أكبري، فيما لاتزال تبحث إجراءات أخرى يمكن أن تتخذها ضد طهران مقابل حكمًا بالإعدام له "دوافع سياسية" بحد وصف وزير خارجيتها، جيمس كليفرلي.
واستدعت فرنسا، التي لا تزال تطالب طهران بالإفراج عن مواطنيها المحتجزين بشكل "تعسفي" هناك بحد وصفها، أكبر دبلوماسي إيراني، الأسبوع الماضي بسبب إعدام الإيراني البريطاني أكبري.
أما واشنطن فكانت البداية منها في سبتمبر الماضي، منذ بدء الاحتجاجات، إذ استهدفت بعقوبات مسؤولين أمنيين بينهم في شرطة الأخلاق الإيرانية، تبعتها بعقوبات اقتصادية بحق سبعة مسؤولين إيرانيين بارزين لدورهم فيما وصفته بـ"القمع الدامي" للاحتجاجات في طهران، شملت تجميد أصولهم في الولايات المتحدة ومنع وصولهم للنظام المالي الدولي، من بينهم وزير الداخلية أحمد وحيدي ووزير الاتصالات عيسى زارع.
واستهدف الاتحاد الأوروبي الحرس الثوري الإيراني، بشكل خاص ضمن جملة عقوبات اقتصادية شملت أكثر من 20 شخصًا وكيانًا في طهران لارتباطهم بانتهاك حقوق الإنسان.
طهران لن تتوقف.. سترد
من جانبها، ردًا على ما اعتبرته تدخلًا من لندن في مجال الأمن القومي الإيراني، استدعت طهران السفير البريطاني.
ولوّحت طهران بأنها سترد على العقوبات الغربية، والتدخل في شؤونها، مشددة على أنها تعمل بناء على قوانينها وأنظمتها الداخلية بما يتماشى مع حماية حقوق الناس والأمن والنظام العام، وفق تغريدة للخارجية الإيرانية، في وقت سابق، على موقع "تويتر".