شهدت الشهور الأخيرة في العام الماضي، والأيام القليلة مطلع العام الجاري، إعلان الشركات العالمية تسريح آلاف العمال، ففي القطاع المصرفي العالمي أعلن بنك جولدمان ساكس الأمريكي تسريح ما يزيد على 3 آلاف موظف، ما يمثل 8% من القوة العاملة في البنك، فيما استغنى بنك الاستثمار الأمريكي مورجان ستانلي عن 2% من الموظفين، كما يخطط بنك كريدي سويس لتسريح 10% من موظفيه في أوروبا خلال عام 2023.
وبحسب بهيج الخطيب، مستشار اتحاد المصارف العربية، فإن عملية تسريح الموظفين في البنوك العالمية أمر طبيعي في ظل ما يشهده العالم من أوضاع اقتصادية صعبة.
وأضاف "الخطيب" لـ"القاهرة الإخبارية" أنه بالعودة إلى 10 سنوات مضت، حينما كان كوكب الأرض يعيش عصر العولمة والانفتاح والشمول المالي، تأثرت أغلب القطاعات وخاصة الصناعة المصرفية، وهو ما تزامن مع حالة توسع للمصارف في فتح العديد من الفروع كى تغطي أغلب المناطق الجغرافية، ما ساعد البنوك على استقطاب الودائع والعملاء لإقراض هذه الودائع وبالتالي زيادة أرباح البنوك.
وتابع مستشار اتحاد المصارف العربية، أنه مع انتشار ظاهرة التحول الرقمي والتطور الذي يشهده عالم التواصل الاجتماعي وما صاحبه من عمليات استخدام الموبايل في إجراء المعاملات المالية (الموبايل بانكنج) وهو في المنزل أو في مقر عمله لم تعد هناك حاجة للتوجه إلى البنك.
وذكر أن البنوك بدأت تتجاوب مع التطور العالمي وتلبي الخدمات المصرفية عبر الهاتف والتطبيقات التكنولوجية، وأدى ذلك إلى ظهور ما يسمي بـ"الديجيتال بانكنج" أو "الصيرفة الرقمية"، لتظهر في دول أوروبا المصارف الرقمية وهو ما جعل الموجة تسير بشكل عكسي عما كان متبعًا في العشرين سنة الأخيرة، بتقليص عدد الفروع وبالتالي خفض عدد الموظفين ليس لترشيد الإنفاق ولكن تلبية للتفاعل مع الظاهرة الجديدة في العمل المصرفي.