على مدار عقود، أثبتت الفنانة المصرية إلهام شاهين أنها ليست مجرد ممثلة، بل حالة فنية متكاملة تمتلك القدرة على التجدد والتلون مع كل تجربة تخوضها. من السينما إلى الدراما التلفزيونية، حفرت اسمها بين كبار النجوم بأداء استثنائي وروح فنية تبحث دائمًا عن التحدي.
وحاليًا تعود إلى أحد أقدم وأعمق أشكال الدراما، "المسلسلات الإذاعية"، من خلال مسلسلها الجديد "الجيران لبعضيها". رفقة مجموعة مميزة من النجوم على رأسهم هناء الشوربجي، محمد رضوان، محسن صبري، أحمد صيام، سلوي خطاب ".
وفي حوار خاص لموقع "القاهرة الإخبارية"، كشفت إلهام شاهين عن تفاصيل التجربة الإذاعية وكيف تختلف متطلبات الأداء الصوتي عن التمثيل أمام الكاميرا، ومدى قدرة الإذاعة على التأثير في زمن الصورة والشاشات، والعوامل التي جذبتها لتكون جزءًا من هذه التجربة، كما تطرقت إلى تجربتها في الدراما التلفزيونية وأمور أخرى كثيرة نقرأها في هذه السطور:
العلاقات الإنسانية
تؤكد الفنانة إلهام شاهين أن ما حمسها لخوض التجربة الثانية لها في الدراما الإذاعية من خلال مسلسل "الجيران لبعضيها"، يرجع إلى أن العمل يحرص على تقديم قيم ومبادئ ومناقشة العلاقات الإنسانية، إذ تقول: "هذه التجربة الثانية لي في الدراما الإذاعية فقد سبق وقدمت مسلسلًا إذاعيًا بعنوان "شجرة اسمها الود"، من تأليف إقبال بركة وكانت تجربة ممتعة، وما حمسني لتكرار هذه التجربة من خلال مسلسل "الجيران لبعضيها"، هو أن العمل يناقش قضايا مختلفة ومن أهمها العلاقات الإنسانية واحترام حرية الآخرين، واسترجاع المبادئ والقيم الجميلة التي كانت موجودة بين الجيران وبعضها".
وتضيف: "العمارة في المسلسل لها رمز أعمق وأشمل، فهي ترمز إلى علاقات الدول العربية ببعضها وأن قوتنا في الوحدة والاتحاد، ولا بد من وقوف الدول بجانب بعضها، فالعمل مليء بالمعاني الجميلة والقيمة، كما يناقش قضايا مختلفة مثل حقوق المرأة وتأثير السوشيال ميديا على حياتنا ومفهوم الحب والصداقة، وغيرها، فكل هذه العوامل كانت سببًا لأكون جزءًا من هذا العمل".
أوجه التشابه
وتجسد إلهام شاهين خلال أحداث مسلسل "الجيران لبعضيها"، شخصية تدعي "نبيلة"، وحول التحضير لها، تقول: "التحضير للعمل الإذاعي أسهل بكثير من التلفزيوني والسينمائي، وهذا يرجع إلى أن السينما والتلفزيون يتطلبان الشكل الخارجي للشخصية وهذا يحتاج تفاصيل وتفكير كثير في شكل ملابس الشخصية وشعرها والمكياج الخاص بها، والأداء في السينما والتلفزيون أيضًا يعتمد على تعبيرات الوجه وفي أغلب الوقت أفضل الاعتماد على تعبيرات الوجه لأنه يكون أكثر صدقًا قبل الكلام، فكانت تجربة بالنسبة لي مختلفة تمامًا ولكن زملائي من الفنانين المشاركين في هذا العمل ولهم تجارب سابقة وخبرة في هذا النوع ساعدوني".
وتضيف: "هناك تشابه كبير بيني وبين شخصية "نبيلة" في العمل، فهي تتشابه معي في اهتمامها بالآخرين ووقوفها دائما بجانبهم وسعيها في حل مشكلاتهم، وهذا جزء من شخصيتي سواء مع أصدقائي أو عائلتي أو المقربين لي، وجزء آخر أن نبيلة أعطت كل حياتها لابنها، وعندما سافر وتركها شعرت بالألم وتعبت كثيرًا، وبالنسبة لي أنني أيضًا لا أستطيع العيش بدون أشقائي وأولادهم، ولا أتخيل حياتي بدونهم".
تكرار التجربة
تشير إلهام شاهين إلى أن الدراما لها دور مهم في ترسيخ القيم والمبادئ وإحياء العلاقات الإنسانية، إذ تقول: "للأسف القيم والمبادئ تراجعت في المجتمعات في وقتنا الحالي، فقديمًا كنا نرى الجيران تساعد بعضها البعض وكان بينهما علاقات الود والمحبة، ولكننا اليوم نرى جيرانًا لا تعرف بعضها، لذا نحن نحاول من خلال الدراما أن نساهم في إحياء العلاقات الإنسانية بين الناس بشكل عام".
وتضيف: "بعد هذه التجربة سأكرر التمثيل الإذاعي مرة أخري واتفقت مع رئيس الإذاعة بشكل مبدئي على تقديم راوية "الأسود يليق بك" للكاتبة أحلام مستغانمي وأنا من عشاق كتاباتها".
مفاجأة للجمهور
وحول مشاركتها في دراما رمضان بمسلسل "سيد الناس"، تقول: "ما حمسني للمشاركة في مسلسل "سيد الناس"، يرجع إلى أن العمل من إخراج محمد سامي، وهو مخرج متميز وله رؤية مختلفة ويخرج من الممثل أفضل ما عنده، كما أنني سأقدم شخصية ستكون مفاجأة للجمهور ولم يرني بهذا الشكل من قبل، فهي شخصية شعبية تتسم بالشر وهذا الأداء لم أقدمه من قبل".