الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تحديات ومطالب صناع السينما.. عبد الرحيم كمال يرسم مسارا جديدا للرقابة المصرية

  • مشاركة :
post-title
الكاتب المصري عبد الرحيم كمال خلال إجتماعه مع وزير الثقافة أحمد فؤاد هنو

القاهرة الإخبارية - محمد عبد المنعم

تمثّل الرقابة أحد الملفات الشائكة والمثيرة للجدل في الوسط الفني المصري، نظرًا لما يقع في كثير من الأحيان من اختلاف وجهات النظر بين الرقيب وصنّاع الأعمال الفنية، لتظل هذه القضية الجدلية مثار الاختلاف بين العاملين في الحقل الفني.

وكثيرًا ما نادى الصنّاع بأن يكون الرقيب واحدًا منهم، يستشعر أهمية العمل الفني ليكون تدخله الرقابي في العمل الفني بحسابات فنية بحتة، ضاربين المثل بـ"أديب نوبل" نجيب محفوظ الذي صدر في عام 1959 قرارًا بتعيينه مدير عام الرقابة على المصنفات الفنية، واستمر في المنصب ثلاث سنوات، لكن "نجيب" قبل أن يتسلم مهام منصبه خلع على باب الرقابة ثوب الأديب وتمسك بمعايير الرقابة.

ما صدر عن "نجيب" خالف ظن المبدعين في الوسط الفني، وتحديدًا المخرج الكبير صلاح أبو سيف الذي رأى الفرصة سانحة للحصول على تصريح بقصة فيلم "القاهرة 30"، لكن المفاجأة أن أديب نوبل رفض الأمر وقال: "تمنعنى أخلاقي من الموافقة على أمر يخصنى سبق أن تم رفضه"، ولم تتم الموافقة على قصة الفيلم سوى عام 1964، عندما تولى عبد الرحيم سرور رئاسة الرقابة ليخرج الفيلم إلى النور عام 1966.

وبعد مرور هذه السنوات لا تزال الرقابة أمرًا يؤرق صنّاع العمل الفني؛ لما يمثله دور الرقيب من مسؤولية ثقيلة تُلزمه بالتمسك بمعايير الرقابة، وفي المقابل الحفاظ على تماسك الإبداع، تلك الإشكالية هي ما قرر عبد الرحيم كمال مواجهتها فور الإعلان عن توليه المشرف على الإدارة المركزية للرقابة على المصنفات الفنية، إذ رحّب كل العاملين في الوسط الفني بهذا القرار الحكيم، لكن "كمال" خلال هذه الفترة كان مشغولًا ليس بالرد على التهنئة، لكن برسم مسار جديد يهدف للارتقاء بالمنظومة الرقابية، وأهمية تحديث القوانين واللوائح المُنظمة لعمل الرقابة، بحيث تغطي مختلف أنواع المصنفات الفنية، بما يشمل الأفلام العربية والأجنبية.

وأوضح عبد الرحيم كمال اليوم خلال اجتماعه بوزير الثقافة المصرية د.أحمد فؤاد هنو، أهمية وضع خطة تنظيمية لتسهيل إجراءات تصوير الأفلام الدولية في مصر، وتطوير المنظومة الإدارية داخل الرقابة على المصنفات الفنية باستحداث آليات تكنولوجية حديثة تسهم في تسريع عمليات المراجعة والتقييم، وتحسين كفاءة الأداء، بما يواكب التطورات الرقمية في مجالات الفنون والإعلام.

ما قدّمه عبد الرحيم كمال من روشتة لعلاج التصدعات التي نشأت بين المبدع والرقيب تؤكد ما يحمله من بُعد نظر لرسم مسار جديد للرقابة على المصنفات الفنية، تخلق حالة من التكامل بين الطرفين لا التنافر والتناحر، فهل مايستهدفه المؤلف المصري سيكون له الأثر الإيجابي على تلك العلاقة أم ستستمر اختلافات وجهات النظر بين الطرفين؟.. وهل ما قدمه عبد الرحيم كمال كافيًا أم لا يزال هناك مطالب أخرى في جعبة المبدعين؟

التصنيف العمري وأفلام المهرجانات

يرى الناقد المصري أندرو محسن أن وجود عبد الرحيم كمال، وهو أحد أعلام منظومة صناعة الفن سواء سينما أو تلفزيون، أمر جيد، إذ قال: "يعرف كمال جيدًا ما يحدث والتفاصيل الخاصة بالسوق الفنية والسقف الخاص بالأعمال الفنية، كما أن لديه علاقة جيدة بأغلب المبدعين، وهو ما سيسّهل التعامل معهم ومعرفة متطلباتهم، كما أن عبد الرحيم كمال فنان له أعمال مهمة جدًا وبالتالي سيكون لديه رغبة لإعطاء الفرصة للمزيد".

يؤكد "أندرو" أن هناك مشكلات لا تخفى على أحد داخل جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، إذ قال: "هناك العديد من الأعمال معطّلة سواء أفلامًا أو سيناريوهات لم تحصل على تصاريح، وتطال العديد من صنّاع الفن وناشئين في هذا المجال، وآمل أن تشهد الفترة المقبلة عقد اجتماع معهم لبحث مشكلاتهم".

كما طالب "أندرو" بضرورة أن يكون هناك آليه أوضح وسلاسة أكبر للحصول على تصاريح أفلام المهرجانات، خصوصًا أن بعض تلك الأفلام يكون لها جمهور محدود، مشددًا على ضرورة تطوير منظومة التصنيف العمري، إذ قال: "يجب أن يعرف الصانع والجمهور الأسس التي يتم تصنيف الأفلام بها، فهناك أعمال تحصل على تصنيف +18 لما تحويه على مشاهد عنف، وأخرى +13 ويكون بها مصطلحات غير مناسبة، لذا يجب التوضيح ليعرف المشاهد ما بداخل العمل ويحدد ما يريد".

شورى النقاد والكتاب

بدأت الناقدة ماجدة موريس الحديث بما قدمه المخرج الراحل مدكور ثابت رئيس أكاديمية الفنون الأسبق، ورئيس الرقابة الأسبق، إذ قالت: "مارس (مدكور) مهمته كرقيب بشكل رائع وقام بعمل مجلس شورى النقاد والكتّاب والمختصين ليكون هناك رؤية جماعية وبالتالي الرأي المعلن هو رأى لا يخصه وحده، وطالما عبد الرحيم كمال قبل منصبه فهو يعرف جيدًا ماذا سيفعل ويقدم".

أوضحت "موريس" أن هناك مشكلات كثيرة في قطاع السينما، قائلة: "قضايا السينما كبيرة منها تعقيدات التصوير الخارجي الذي يُعطل الكثير من الأعمال، كما أن هناك أمرًا ألتفت إليه وهو أن صانع السينما حينما يحصل على تصريح ويتأخر خروج الفيلم للنور لمدة عام، عليه أن يعود للرقابة مرة أخرى ليحصل على التصريح من جديد".

إزالة العقبات

آيد الناقد المصري عصام زكريا الآراء السابقة وشدّد على ضرورة توضيح التصنيف العمري للأفلام، وتقديم ما يحتاجه الصنّاع وإزالة العقبات أمامهم، وهو الرأي الذي أيده فيه الناقد كمال رمزي، مشيدًا بموهبة عبد الرحيم كمبدع وأنه يعرف التاريخ جيدًا ومثقف وواعٍ لما يقوم به.