ما أشبه الليلة بالبارحة، قد يكون شعار المستشار الألماني أولاف شولتس، الذي يدخل سباق الانتخابات الذي ينطلق بعد ثلاثة أيام، 23 فبراير، في المركز الثالث خلف فريدريش ميرز، وأليس فايدل، بحسب استطلاعات الرأي.
وعلى الرغم من تآكل شعبية شولتس، في سنواته الأربع، منذ توليه المسؤولية خلفًا لأنجيلا ميركل، يقف المستشار الألماني بين ناخبيه من الحزب الديمقراطي الاجتماعي ليعدهم بالفوز في الانتخابات الفيدرالية المبكرة، وقدرته على هزيمة منافسه المباشر فريدريش ميرز الآخذة أسهمه في الارتفاع.
محنة انتخابات 2021
واستعاد شولتس، ذكرى محنته الأولى في الانتخابات الفيدرالية 2021، بعدما كان متأخرًا أيضًا في استطلاعات الرأي أمام منافسه آنذاك من حزب الديمقراطي المسيحي "أرمين لاشين"، وهو نفس حزب زعيم المعارضة الحالي فريدريش ميرز، قبل أن يقلب الطاولة لصالحه في الأمتار الأخيرة.
وفي استطلاعات الرأي التي سبقت انتخابات 2021 بشهر واحد، تنافس فيها كل من أولاف شولتس (نائب المستشارة أنجيلا ميركل) آنذاك، وأرمين لاشين مرشح حزب الديمقراطي المسيحي، وأنالينا بيربوك مرشحة حزب الخضر ووزيرة الخارجية الحالية، حصل مرشح الاتحاد على 34%، قبل شهر، في حين حصل منافسه من الحزب الاشتراكي الديمقراطي على 26%، وجاءت بيربوك ثالثًا، بـ24% بحسب صحيفة "راينشه بوست".
ريمونتادا أولى
وقبل الانتخابات مباشرة حصل تحالف الاتحاد الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي على 28%، وتعادل الحزب الديمقراطي الاجتماعي، والخضر عند 16%، قبل أن يحسمها في النهاية لصالحه بـ"ريمونتادا" على غرار كرة القدم بـ 206 أصوات.
واستطاع شولتس من خلال تحالف - أسسه فيما بعد - بين كل من حزبه الديمقراطي الاجتماعي، إلى جانب حزبي الخضر والديمقراطي الحر، الحصول على الأغلبية المطلقة في البرلمان بـ415 مقعدًا، قبل أن ينهار بعد ثلاث سنوات، نوفمبر الماضي، على خلفية خلاف الميزانية الكبير.
حلم "الثانية"
وفي الانتخابات الفيدرالية 2025، رفض شولتس، أي تصورات لمستقبل الحكومة الألمانية، تتمثل في التعاون مع زعيم المعارضة ومنافسه المباشر فردريش ميرز، بحسب موقع "دويتش فيله".
وقبل الانتخابات المبكرة، بعد انهيار ائتلاف حكومة "إشارة المروة"، وحل البرلمان، لا يريد المستشار الحالي والمرشح لمنصب المستشار من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الانضمام إلى الحكومة في حالة تشكيل ائتلاف كبير تحت قيادة فريدريش ميرز، زعيم حزب "الاتحاد المسيحي".
وقال شولتس: "أراهن على أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي سيحصل على تفويض جديد وأنني قادر على قيادة الحكومة الجديدة"، مؤكدًا أن الائتلاف الذي يقوده فريدريش ميرز غير وارد بالنسبة لمرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي لمنصب المستشار".
ويحتل شولتس، المركز الثالث حاليًا في استطلاعات الرأي بحسب مركز "يوجوف"، خلف كل من فريدريش ميرز، وأليس فايدل مرشحة حزب البديل من أجل ألمانيا.
ويتصدر زعيم المعارضة فريدريش ميرز، رئيس حزب الديمقراطي المسيحي، استطلاعات الرأي بنحو 27%، وتليه مرشحة حزب البديل لألمانيا بنحو 20%، بينما يحل المستشار الحالي مرشح الحزب الديمقراطي الاجتماعي بـ17%، ويقف روبرت هابيك، مرشح حزب الخضر في رابع الترتيب بـ12%.
الطريق إلى الانتخابات
وخسر المستشار أولاف شولتس، تصويت الثقة في البرلمان الألماني، بعد نزاع طويل الأمد حول الميزانية، إذ حصل شولتس على دعم 207 أعضاء فقط، بينما صوّت 394 ضده، مع امتناع 116 عن التصويت، ولم تكن النتيجة مفاجئة، إذ وصفها بأنها خطوة نحو تأمين انتخابات وطنية مبكرة للخروج من مأزق الائتلاف الهش، الذي حكم البلاد منذ نوفمبر 2021.
والحكومة الائتلافية التي قادها شولتس، والمكونة من الحزب الديمقراطي الاجتماعي، وحزب الخضر، والديمقراطيين الأحرار، عانت اضطرابات مستمرة، ويبدو أن الانتخابات المقبلة ستعيد رسم الخريطة السياسية، مع توقعات بتصدر الاتحاد الديمقراطي المسيحي "الاتحاد الاجتماعي المسيحي" بقيادة فريدريش ميرز.