كشف رئيس صندوق الثروة السيادي الروسي كيريل دميترييف، اليوم الأربعاء، أن الصندوق يتوقع عودة عدد من الشركات الأمريكية إلى روسيا في الربع الثاني من العام الجاري، وذلك بعد اجتماع أمريكي روسي بشأن حرب أوكرانيا.
وغادرت العديد من الشركات الغربية روسيا بعد العملية العسكرية في أوكرانيا في 2022، ما تسبب في تكبد تلك الشركات خسائر هائلة بعد بيع أصولها بخصومات كبيرة.
ووجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإجراء محادثات مع روسيا دون مشاركة أوكرانيا أو قوى أوروبية، ومناقشة خفض أسعار النفط الذي تعد روسيا من كبار مصدريه.
وتحدث دميترييف، أن صندوق الاستثمار المباشر الروسي "يتوقع عودة عدد من الشركات الأمريكية إلى السوق الروسية في الربع الثاني من 2025".
وأضاف "لكن عودة الشركات الأمريكية لن تكون سهلة إذ تم بالفعل شغل الكثير من الفرص المتاحة".
وأدلى دميترييف بتعليقاته بعد اجتماعات عقدها في السعودية مع مسؤولين أمريكيين من بينهم وزير الخارجية ماركو روبيو ومستشار الأمن القومي مايك والتس ومبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي صرح مرارًا بأنه سينهي الحرب في أوكرانيا، إنه قد يلتقي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين هذا الشهر، وتجاهل مخاوف أوكرانيا إزاء استبعادها من المحادثات في السعودية.
324 مليار خسائر لشركات أمريكا
ووفقًا لتقيرات دميترييف الذي عمل في جولدمان ساكس وماكنزي، خسرت الشركات الأمريكية 324 مليار دولار بسبب مغادرتها لروسيا التي تملك أكبر احتياطيات من الموارد الطبيعية في العالم.
وأوضح دميترييف أن قطاع تكنولوجيا المعلومات والإعلام في الولايات المتحدة خسر 123 مليار دولار بينما خسر قطاع المستهلكين والرعاية الصحية 94 مليار دولار، وخسر قطاع التمويل 71 مليار دولار.
وقال دميترييف مساء الثلاثاء، في الرياض "بيعت الكثير من الأصول بتقييمات ضئيلة للغاية، بخصم كبير".
وأقرت شركات غربية بخسائر بلغت 107 مليارات دولار بسبب خفض قيمة الأصول وفقدان إيرادات محتملة، وفقًا لتحليل أجرته رويترز في مارس 2024. وقالت أوكرانيا إن أي شركة لم تغادر روسيا تدعم المجهود الحربي لموسكو.
وذكر دميترييف إن شركات النفط الأمريكية الكبيرة التي كان لها "أعمال ناجحة للغاية في روسيا" ستعود "في مرحلة ما".
وأضاف "لماذا سيتخلون عن الفرص التي منحتها لهم روسيا عبر تمكنيهم من الحصول على الموارد الطبيعية الروسية؟".
وبعد أن فرض الغرب أقسى العقوبات على الإطلاق على واحدة من الاقتصادات الكبرى، تحركت روسيا سريعا للتحايل على القيود ونجح المنتجون المحليون في الاستحواذ على حصة في السوق كانت تسيطر عليها في السابق بعض الشركات العالمية الكبرى.