لا يُخفي قادة إسرائيل تعنتهم في إقرار "حل الدولتين"، إذ جاء في تصريح جديد لرئيس الكنيست الإسرائيلي أمير أوحانا، أن الفكرة "قُتلت في هجوم 7 أكتوبر"، فيما أكد أن الاقتراح الوحيد حاليًا هو خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن غزة، والتي تلقى رفضًا عربيًا بالإجماع، وتنديدًا دوليًا.
وتقوم فكرة حل الدولتين على تقسيم الأرض الوقعة بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط بين دولتين، فلسطينية وإسرائيلية تعيشان جنبًا على جنب، على حدود 4 يونيو 1967.
وقال "أوحانا"، أمس الخميس، لرئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا، إنّ "حل الدولتين قُتل في هجوم 7 أكتوبر"، وفقًا لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
مقترح ترامب
وأضاف: "هجوم 7 أكتوبر لم يقتل الجيش فحسب، بل قتل أيضًا فكرة حل الدولتين"، فيما أشار إلى أن الاقتراح الوحيد المطروح حاليًا هو خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المزعومة بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.
وخلال اللقاء، قدم "أوحانا" لرئيسة البرلمان الأوروبي خريطة زعم أنها توضح ما وصفه بـ"حملات غسل الدماغ في غزة"، إضافة إلى شرح معنى الشعار الإسرائيلي "من النهر إلى البحر"، الذي يُفهم منه المطالبة بفلسطين التاريخية كاملة.
وزعم "أوحانا" أن "نظام التعليم في غزة، الذي تديره وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، أسهم بشكل غير مباشر في تمهيد الطريق لأحداث 7 أكتوبر"، مدعيًا أن "هذا النظام التعليمي يُروج لأفكار تتعارض مع السلام".
رفض مستدام
ودائمًا ما يلقى الحديث عن "حل الدولتين"، رفضًا إسرائيليًا، ففي محادثات مع الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن حول مستقبل غزة، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الدعوات إلى السيادة الفلسطينية، زاعمًا أن احتياجات إسرائيل الأمنية ستكون غير متوافقة مع الدولة الفلسطينية.
ويتمسك "نتنياهو" بالسيطرة الأمنية الإسرائيلية الكاملة على جميع الأراضي الفلسطينية، مؤكدًا في تصريحات متكررة أنه لن يتنازل عنها.
موقف عربي موحد
في المقابل، يشدد قادة الدول العربية، على ضرورة تنفيذ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967، بما يمثل الضامن الأهم لتحقيق الاستقرار المستدام في المنطقة.
وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في وقت سابق من الأسبوع الماضي، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته لدعم تنفيذ حل الدولتين، الذي يمثل الضمانة الأساسية لاستعادة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وأوضحت الرئاسة المصرية، في بيان، أن الرئيسين تبادلا خلال الاتصال الرؤى حول تطورات الأوضاع الإقليمية، إذ استعرض السيسي الجهود المصرية لضمان التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتبادل إطلاق سراح الأسرى والمحتجزين، فضلاً عن جهود إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع بهدف إنقاذه من المأساة الإنسانية التي يواجهها.