وصف المخرج توم تيكوير فيلمه الجديد The Light "النور" بأنه بيان سياسي صارم، وذلك قبل عرضه في حفل افتتاح الدورة الـ75 لمهرجان برلين السينمائي يوم 13 فبراير الجاري، مشيرًا إلى أنه يأتي في الفترة التي تسبق الانتخابات التشريعية في البلاد المقرر لها هذا الشهر، مع صعود حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف، الذي يدافع عن قواعد جديدة صارمة ضد الهجرة.
تدور قصة الفيلم حول مدبرة منزل سورية تعمل لدى أسرة ألمانية تعاني ماديًا، لكنها تنجح في إدخال السعادة إلى حياة الأسرة وتغيرها بشكل جذري وإيجابي.
ويشارك في بطولة العمل لارس إيدينجر ونيكوليت كريبتز، إذ يجسدان دور "ميلينا" و"تيم"، والدا توأمان يبلغان من العمر 17 عامًا، وتجسد تالا الدين دور "فرح"، مدبرة المنزل.
"أردت أن أصنع فيلمًا عنا الآن"، هكذا تحدث "تيكوير" عن فيلمه في تصريحات لـصحيفة "فارايتي"، مضيفًا: "أدركت أن الوقت الحاضر يحتاج إلى تجارب الشاشة الكبيرة التي تلقي بنا في هذه الفوضى التي نعيشها لمواجهتنا بالأسئلة والإجابات المحتملة، والطرق الالتفافية والصراع".
وأوضح: "الصراع الرئيسي الذي أعيشه هو أنني أب مثل معظم أصدقائي، لدي أطفال يسألون: كيف حدث هذا؟ كيف وصلنا إلى هنا؟ وماذا فعلت خلال السنوات الـ20 الماضية؟ عندها أدرك أننا فقدنا الكثير، ويبدو الأمر محرجًا، ويبدو مظلمًا بعض الشيء، ولكن في نفس الوقت، هناك صحوة من الشجاعة والتمكين التي أشعر بها.. أريد أن أجمع قواي مع جيل أطفالنا وأرى ما إذا كان بإمكاننا إعادة هذه السفينة إلى مسارها الصحيح معًا".
برلين وحزب البديل
كان هناك الكثير من الجدل في العام الماضي عندما تمت دعوة أعضاء حزب "البديل من أجل ألمانيا" لأول مرة لحضور حفل الافتتاح، قبل أن يتم سحب دعوتهم، وحول ذلك قال مخرج "النور": "بالطبع، لا ينبغي أن تكون غير واضحين بشأن هذا الأمر، يجب أن تقول نعم أو لا، ومهرجان الأفلام هو مساحة عامة، ولا يمكن عرض أفلام تقدمية للغاية ثم الترحيب بأشخاص يهاجمون كل الأفكار التي تناضل من أجلها هذه الأفلام".
وأضاف: "الفيلم الذي أعرضه في ليلة الافتتاح سياسي بحت.. وهو أعمق بيان يمكنني الإدلاء به في ظل التطورات الحالية".