الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مخاوف إسرائيلية من رمضان.. الاحتلال يشكك في جدوى خطة ترامب

  • مشاركة :
post-title
أرشيفية- عودة الفلسطينيين إلى شمال غزة

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

لا تزال أصداء خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتعلقة بقطاع غزة، تثير ردود فعل متباينة داخل دولة الاحتلال الإسرائيلي وخارجها، وقوبلت بقدر كبير من التشكيك من قبل جيش الاحتلال ذاته الذي اعتبرها أشبه بمقترح سياسي أُلقي في الساحة الإعلامية دون أسس تنفيذية واضحة.

وفي ظل التوترات الإقليمية القائمة، تتزايد المخاوف من تداعيات هذه الخطة على المشهد الأمني، خاصة مع اقتراب شهر رمضان، وحذر خبراء عسكريون إسرائيليون من احتمال تصاعد التوترات في الضفة الغربية، وفق تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.

تشكيك في الخطة

أعرب كبار ضباط جيش الاحتلال الإسرائيلي، في مناقشات مغلقة، عن رغبتهم في التوصل إلى حل لقضية غزة لا يؤدي إلى اتهامات بارتكاب جريمة حرب من خلال الترحيل القسري للسكان، ومع ذلك أكدوا أن تنفيذ مثل هذه الخطوة يعتمد على عاملين رئيسيين، لا يتوفران حاليًا، هما رغبة سكان غزة في الهجرة، ووجود دول مستعدة لاستيعابهم.

منذ بدء الحرب، غادر نحو 30 ألف فلسطيني من قطاع غزة طوعًا دون عودة، بينهم 1500 جريح ومريض غادروا بتصاريح إسرائيلية، ويرى جيش الاحتلال أن توفير تمويل للهجرة الجماعية لن يكون صعبًا، إذ يمكن جمع مئات الملايين من الدولارات من الدول الغنية أو من المنح الأمريكية.

انقسام داخلي

هناك انقسام داخل المؤسسة العسكرية بدولة الاحتلال حول مدى استعداد سكان غزة للمغادرة، فيعتقد البعض أن مئات الآلاف، لا سيما من الفئات الفقيرة ومن فقدوا منازلهم، قد يوافقون على المبادرة، في المقابل، ترى مصادر أخرى أن الطريقة التي تم بها تقديم الخطة من قبل ترامب، بوصفها "ريفيرا الشرق الأوسط"، قوبلت برفض عربي واسع، ما يجعل تنفيذها أكثر صعوبة.

وأشارت المصادر الإسرائيلية ذاتها إلى أن حركة "حماس" لا تزال تسيطر على القطاع ولن تسمح لسكان غزة بمغادرته بحرية، كما أفادت تقارير بأن عناصر الحركة أوقفوا بالفعل محاولات فرار الأثرياء، ما يعزز من تعقيد الموقف، موضحة أن "الشرف الفلسطيني" سيلعب دورًا في إحجام بعض السكان عن الهجرة، خشية اتهامهم بالخيانة في أعقاب الدمار الذي لحق بالقطاع.

مخاوف مع اقتراب رمضان

وذكرت مصادر في الجيش الإسرائيلي، حسب "يديعوت أحرنوت" أن دولة الاحتلال نفذت خلال العقد الماضي خطوة هادئة نسبيًا سمحت بمغادرة 60 ألف شاب فلسطيني من غزة، بمنحهم تصاريح إسرائيلية خاصة لمغادرة القطاع عبر معبر اللنبي، مع التعهد بعدم العودة لسنوات قادمة، ومع ذلك، لم يتمكن كثيرون منهم من الاستقرار في دول مثل تركيا، ما دفع بعضهم إلى العودة إلى القطاع.

في ظل التوترات المحيطة بالخطة، أعرب رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية شلومي بيندر، عن دعمه لمضاعفة الجهود الأمنية الإسرائيلية في الضفة الغربية، وذلك لمنع أي اضطرابات قد تنجم عن ردود فعل الفلسطينيين والعالم العربي، وأشار إلى أن تنفيذ الخطة المثيرة للجدل قد يشكل عاملًا محفزًا لتصعيد العنف، لا سيما مع اقتراب شهر رمضان.